التمس المدعي العام لدى محكمة بني صاف بعين تموشنت، عقوبة ثمانية أشهر حبسا نافذا وغرامة قوامها 300 ألف دينار جزائري، ضد ستة أشخاص غير موقوفين ينتسبون للطائفة الدينية الأحمدية الموصوفة بالحركة غير العادية في الجزائر. فيما أرجأت هيئة المحكمة النطق في قضية الحال إلى 8 جانفي الجاري بعد جلسة محاكمة مثيرة وسط حضور قوي لرجال الأمن والقانون. وكشفت مجريات محاكمة الأحمديين الموالين لرئيس فرقة القاديانية الموقوف ببراقي في الجزائر العاصمة نهاية شهر نوفمبر من سنة 2015، عن أن الأنصار الموقوفين كانوا يخططون لتشييد مسجد في المنطقة الساحلية بأموال يجمعونها من أنصار سريين يمثلون القاعدة الخلفية للفرقة الأحمدية في عين تموشنت ومناطق مجاورة في الغرب الجزائري، وأبانت المصادر أن المجموعة المفككة أفرادها يدفعون نسبة مئوية من رواتبهم الشهرية وأن هذه العائدات ترصد خصيصا لتسيير مهام الخلية على مستوى هذه المدينة التي لا تتحرك إلا بأوامر يمنحها رئيس الخلية "أ أ« 61 سنة الذي كان يجمع أنصاره في منزله ببني صاف، وكان يدير لقاءات سرية يشرح خطب ومواعظ كان يلقيها ميريزا غلام أحمد المولود في بنجاب في شبه القارة الهندية باعتباره القائد الملهم للقاديانية، وادعى أحد الموقوفين المدعو "م. س« 38 سنة أن ما كان يجمع من أموال كانت ترصد لمساعدة المرضى والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، وأن الأمر لا علاقة له بأنشطة مخالفة للأمن والسلم الاجتماعي في المنطقة أو الجزائر بشكل عام. وحسب شهود عيان، فإن هيئة النيابة العامة أظهرت ما يدحض حجج الأفراد المواليد للقاديانية في بني صاف، من خلال عرض منشورات ودلائل ومقالات تحريضية تدعو للتمسك بعقيدة الشيخ ميرزا مؤسس هذه الطائفة، الذي يعتبرونه نبيا جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، بالإضافة إلى مبالغ مالية كانت بحوزة العقل المدبر للجماعة في بني صاف، علاوة على عرض محضر الضبطية القضائية لأمن المنطقة، الذي أبان عن الطائفة المفككة كانت مهيكلة ضمن تنظيم مصغر يستلهم توجيهاته من التنظيم الوطني الذي فككته مصالح أمن ولاية الجزائر العاصمة. مع العلم أن ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف كان أرسل تقريرا إلى الجهات الوصية يعلمها بوجود شبكة مشبوهة مصغرة يقل أفرادها عن العشرة ينتسبون للقاديانية في بني صاف، مع إمكانية تمددها نحو مناطق أخرى من تراب الولاية الحدودية. وقالت مصادر "البلاد"، إن مصالح الأمن راقبت كثيرا عناصر الطائفة الأحمدية، إلى أن تمكنت من رصد مكان لقاءاتهم واجتماعاتهم السرية وكذا مكان إقامتهم صلاة الجمعة. كما يرتقب مثول 11 فردا عن الطائفة الأحمدية المفككة أمام محكمة وهران اعتبارا من الأسبوع القادم بعد تأجيل جلسة محاكمتهم بتاريخ 26 ديسمبر الماضي. جدير بالذكر أن التحقيقات الأمنية المركزية، كشفت عن أن أفراد هذه الفرقة المبتدعة كانوا يكفرون بعض نجوم الكرة الجزائرية أمثال رياض محرز وياسين ابراهيمي على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين كرة القدم بالبدعة وأنها رياضة هي الجحيم بعينه.