"سويفت إير" أخلت بالتزاماتها بتكليف طيارين "موسميين" أزاحت وسائل إعلام فرنسية أمس الستار عن جزء من تقرير الخبرة القضائية المتعلق بحادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية في مالي سنة 2014 والذي أدى الى مقتل 110 أشخاص بمن فيهم الطاقم. وهو التقرير الذي يتهم صراحة الشركة الإسبانية المؤجرة للطائرة "سويفت إير" بعدم الالتزام والتسبب في الحادث باعتمادها على طاقم طيارين موسميين لم يشتغلوا لمدة ثمانية أشهر كاملة قبل تاريخ الحادثة. تقرير الخبرة القضائية الذي تولاه ثلاثة خبراء من ذوي الكفاءة سلم للمحققين نهاية ديسمبر المنصرم عدد جملة من الالتزامات التي أخلت بها الشركة الإسبانية وخلفت كارثة جوية كان من بين ضحاياها جزائريون عددهم ثمانية خاصة ما تعلق بتكوين الطيارين والشق التكميلي أو الإضافي منه. كما كشف تقرير الخبرة وفقا لوسائل إعلام فرنسية اطلعت عليه، أن الطيارين الذين كانوا يشتغلون على الرحلة AH 5017 لم يعملوا لمدة ثمانية أشهر كاملة ولم يخضعوا لتكوين تكميلي قبل تسليمهم زمام قيادة الرحلة بين واغادوغو والجزائر العاصمة مثلما هو مطلوب. ويشير التقرير المشكل من 250 صفحة إلى أن طاقم الطائرة كان طاقما موسميا يعني تنقصه الخبرة والتكوين وأن "سويت إير" أخلت بالتزاماتها في تكوين الطاقم تكوينا إضافيا بعد عدة أشهر من الخمول. ويتوافق تقرير الخبرة القضائية مع التقرير الذي كشفت عنه نقابة الطيارين الإسبانيين غداة الحادث والتي أكدت أن السبب الرئيسي في الكارثة الجوية هو عدم تدريب طاقم الطائرة حول المناورات التي يجب القيام بها لتفادي الحوادث. وأشار التقرير الأولي الى أن الطاقم الذي كان مسؤولا عن الرحلة لم يكن مدربا بالمستوى المطلوب خاصة فيما يتعلق بالمناورات التي من شأنها أن تمنع حوادث مماثلة ومواجهة الوضعيات الصعبة، حيث لم يتم خلال الرحلة تنشيط نظام مضاد للتجمد ما تسبب في بطء عمل المحركات ومنه انخفاض سرعة الطائرة قبل أن يؤدي ذلك الى سقوطها حسب التقرير النهائي لمكتب التحقيقات والتحاليل في حوادث الطائرات. ويؤكد تقرير الخبرة القضائية أن "سويفت إير" أخلت بالتزامها تجاه الخطوط الجوية الجزائرية والالتزامات المحددة من طرف منظمة الطيران المدني الدولي التي كانت قد أقرت تكوينا إضافيا للطيارين بعد حادث تحطم طائرة في المحيط الأطلسي في 2009 خلال رحلة بين ريو البرازيلية وباريس. واتهمت نقابة الطيارين الإسبان شركة "سويفت إير" بعدم احترام توصيات المنظمة والامتناع عن إخضاع طياريها الى التكوين الإضافي المطلوب من قبل منظمة الطيران المدني الدولي لأن خبرة الطيار ومساعده المسؤولان عن الرحلة 5017 بين واغادوغو والجزائر لم تكف لمنع الحادث المميت، حيث اعتمد الطاقم على التقارير الخارجية فقط وتسبب في هلاك أكثر من 100 راكب.