تحتضن الجزائر نهاية فيفري، ملتقى دوليا حول الأمن الديني وتوحيد المرجعيات ودورها في استقرار دول الساحل بالمركز الجامعي بتمنراست، من تنظيم المعهد الوطني للتكوين المتخصص للأسلاك الخاصة بإدارة الشؤون الدينية والأوقاف، حيث ينتظر مشاركة 11 دولة وهي النيجر، الأردن، موريتانيا، السنيغال، السودان، تونس، المغرب، ليبيا، مالي، نيجيريا والعراق، وقد اعتبر الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل يوسف بلمهدي أن هذا اللقاء مهم، حيث سيكون نقطة ارتكاز لوضع مشاريع مستقبلية، خاصة ما تعلق بتكوين الأئمة وضمان مواكبة الخطاب الديني لجميع التحولات. واعتبر يوسف بلمهدي أن لقاء تمنراست يهدف إلى توحيد الجهود من أجل بناء جدار لتحصين دول منطقة الساحل من الغلو والتطرف من خلال إشراك الجامعات والمعاهد في التكوين الموجه للأئمة والمرشدات. وأكد المتحدث أمس في تصريح ل«البلاد" على الحاجة إلى خطاب ديني مسجدي يواكب التطورات خاصة ما تعلق بالتهديدات الأمنية التي تدخل من نافذة التقسيم الديني أو الطائفي والتطرف والتشدد. وفي السياق، أوضح المصدر أن المقصود بتوحيد المرجعية الدينية في دول الساحل ليس تحويل الشافعي إلى مالكي ولا غيره لأن السائد في المنطقة هو المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وهو ما اعتبره المتحدث مكسبا كبيرا للمنطقة ورثه الخلف عن السلف، كما أن السنية السلفية هي أكبر ما هو سائد في العالم الإسلامير وأن عقيدة أهل السنة والجماعة موجودة في أغلب دول الساحل، لكن الرهان حسب يوسف بلمهدي هو منع التطرف والتشدد والغلو وما يُفتح من أبواب التهديدات الأمنية على استقرار الدول ونشر ثقافة السلم والمصالحة لبناء جدار من الوعي والحصانة لحماية شباب وفتيات دول المنطقة من السقوط في فخ التنظيمات الإرهابية وجماعات التطرف والغلو، معتبرا أن هذا الأمر هو حجر الزاوية لضمان استقرار دول الساحل وتنميتها. وتشدد الجزائر على أهمية محاربة الغلو والتطرف في منطقة الساحل من خلال تحسين مستوى الأئمة وتكوينهم لتسويق خطاب معتدل وسطي وحماية الشباب وتوعيتهم من مخاطر التشدد والتطرف كونهم المستهدفين بالدرجة الأولى من قبل الجماعات المتطرفة و الإرهابيين.