أصيب 27 عنصرا من رجال المخزن المغربي ليلة الأحد إلى الإثنين واعتقل العشرات من الناشطين في الحراك المغربي بمنطقة الريف التي اهتزت طيلة اليومين الأخيرين على وقع احتجاجات عنيفة لم تعرفها المنطقة برأي مراقبين منذ انتفاضة 58/59 الشعبية، في احتجاجات استعمل فيها الأمن المغربي الرصاص المطاطي والغازات المسيلة للدموع والمياه. الاحتجاجات جاءت بمناسبة ذكرى رحيل الزعيم المغربي الشعبي عبد الكريم الخطابي الذي يصفه نشطاء حركة الريف في الحسيمة وباقي مناطق الشمال الشرقي من المغرب بالأمير، حيث وجهت الحركة الناشطة في الريف نداء إالى كل أبناء الريف المغربي من أجل التظاهر احتجاجا على الحڤرة التي يمارسها نظام المخزن ضدهم قبل أن تتطور الاحتجاحات إلى مواجهات عنيفة استعملت فيها الشرطة كافة وسائل القمح والحصار وقطع الطرق الوطنية في الحسيمة مثلما أوردته مصادر إعلامية مغربية البارحة، فضلا عن إقدام السلطات على قطع الكهرباء عن منطقة الريف وشن سلسلة من الاعتقالات أدت إلى تطور الاحتجاحات وانتقالها إلى مدينة وجدة شرق المغرب. فيما وجهت تنسيقية الحراك في الريف نداء إلى المغتربين من أجل التظاهر والاحتجاج أمام السفارات والقنصليات المغربية في أبرز العواصم الغربية. وقد تداول نشطاء على الفيسبوك فيدوهات لوقفة من مدينة وجدة يظهر فيها متظاهرون يرددون شعارات مناصرة لحراك الحسيمة الذي انطلقت شراراته الأولى منذ مقتل بائع السمك محمسن فكري في ظروف مأساوسة قبل عدة شهور. وأشارت مصادر إعلامية مغربية إلى أن الاحتجاجات جاءت على إثر منع المخون النشطاء من الاحتفال بذكرى رحيل الزعيم عبد الكريم الخطابي الذي قاد ثورة ضد الاحتلال الإسباني في منطقة الريف ويحظى باحترام كبير في هذه المنطقة، وكان يفترض أن تقدم تنسيقية الحراك وثيقة للسلطات تتضمن المطالب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للهيئات المعنية، إلا أنها جوبهت بالقمع من طرف الأمن المغربي. ومعلوم أن الاستثمارات التي أعلن عنها العاهل المغربي محمد السادس في عدة دول إفريقية، ضمن جولته قبل وبعد انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي وهي بملايين الدولارات أدت إلى تحريك مشاعر المغاربة الذين يعيشون الفقر المدقع فيما نظام المخزن يعلن عن دعم الدول الإفريقية من أجل سياسات لا يدعمها الشارع في المغرب، من المتوقع أن تتواصل احتجاجات الحسيمية التي تأتي بعد نحو شهرين من الاحتجاجات القوية التي عاشتها إثر مقتل بائع السمك، وغالبا ما يشعر سكان هذا الإقليم ذوو النزعة الثورية أنهم ضحية اللاعدالة والتهميش من طرف المخزن الأمر الذي يوقد مشاعر الغضب الشعبي والاحتجاجات ضد الرباط، كما تحمال المطالب الاجتماعية والثقافية حرجا للمخزن، باعتبار أنه ظل ينظر إلى إقليم الريف بعين الربى والتحفظ من طموحات الناشطين هناك التي لا يخفونها مع عودة ظل الأمير عبد الكريم الخطابي.