شرعت بعض الأحزاب السياسية في الترويج للحملات الانتخابية، قبل موعدها المحدد تحت غطاء الاحتفالات بعيد المرأة، حيث ظهرت للساحة هيئات ومنظمات منضوية تحت الأحزاب الكبيرة والمعروفة، وبرمجت لنفسها ملتقيات ومعارض وحتى حملات خيرية وأخرى تحسيسية، في وقت غابت عن الموعد في سنوات سابقة ما جعل المختصين والمتتبعين للشأن السياسي بالجزائر، ينددون باستغلال المرأة في أي استحقاق انتخابي أو سياسي عموما، فبعد نظام "الكوطة" الذي وصفه المتتبعون بالانتقاص من قيمة المرأة على اعتبار أنها تنادي بالمساواة مع الرجل، وبالتالي يجب عليها أن تفتك مكانتها بجدارة واستحقاق في المشهد السياسي، هاهي الاحزاب تستغلها مرة أخرى في عيدها وتشتري أصواتها بوردة حمراء تكون كبديل للأصوات الانتخابية. فبولاية قسنطينة، عمدت هيئة تابعة لحزب سياسي إلى تنظيم ندوة ولائية حول المرأة والتحديات السياسية، وبصريح العبارة ذكرت الأمينة الولائية لهاته الهيئة أن الندوة تأتي بالتزامن مع الموعد الانتخابي، ولكم أن تقرأوا ما تحت السطور. والغريب في الأمر أن وسائل إعلام تروج لهكذا فعاليات رغم علمها أنها رسالة خفية لتعبئة المواطنين وكسب ودهم وأصواتهم خلال الانتخابات التشريعية المقبلة. ولم يكتفي الأحزاب بزج هيئاتها ومنظماتها للترويج لحملاتها الانتخابية، بل استغلت العمل الخيري التضامني الموجه للمرأة بدور المسنين والمريضات بالمستشفيات، كسبيل آخر لتمرير رسائلها الانتخابية تحت مسمى "دير الخير، واتفكروا"، أي "اتفكروا في الانتخابات"، وهو الأسلوب الذي سيكسب الحزب السياسي استعطاف كبير من طرف المواطنين وتعبئة جماهيرية كبيرة أيضا، وما يؤكد هذا التحليل هو غياب هاته الأحزاب والهيئات في المواعيد نفسها خلال سنوات سابقة، حيث صرح بعض النساء ل "البلاد" أن الاحتفال بعيد المرأة هذا العام عرف حركية كبيرة من طرف الهيئات والمنظمات المنضوية تحت الاحزاب السياسية، ولم يقتصر الاحتفال على نشاط واحد فقط بل تنوع بين الأعمال الخيرية، التحسيسية والإعلامية، ولا تزال فئة من النساء الواعيات المتعلمات لم يخضعن للحرب البادرة الممارسة ضدهن وقالوا بصريح العبارة "لمن تقرأ زابورك يا داوود، رانا قاريين ومعاودين".