قرر الأمين العام لجبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، إسناد مسؤولية تعيين مديرية الحملة الانتخابية لحزبه في ولاية وهران لشخص عبد القادر حجوج متصدر قائمة الأفلان الطامح لتجديد عهدته البرلمانية للمرة الثانية على التوالي. وحسب المصادر المتوفرة، فإن الانقسامات القوية التي سادت في اليومين الماضيين بين الكتل المتصارعة حول هوية المرشح لتولي الحملة الدعائية لانتخابات 4 مايو القادم لفائدة الجبهة في عاصمة الغرب الجزائري، استدعت تدخل القيادة العامة للحزب التي حسمت الجدل وقررت منح كامل الصلاحيات لمتصدر القائمة كونه أكبر الوجود ترشحا وأحد الأوفياء لمبادئ الجبهة ورئيس الجمهورية خلال الاستحقاق الرئاسي السابق. وكادت مهمة تمثيل الحملة الدعائية للحزب، أن تشكل فتنة حقيقية وسط الجبهة، على خلفية تدفق عديد المناضلين والمحسوبين على أجنحة متصارعة قديمة حول منصب مدير الحملة الانتخابية، إلى أن تدخل ولد عباس شخصيا حسبما أشار إليه المصدر، مكلفا حجوج بتعيين مدير نظيف وذكي لتسيير الحملة من شأنه القدرة على إقناع كافة الفرقاء بالتخلي عن خلافاتهم وتكوين حلف واحد لدعم مرشحي الأفلان. وتفيد المصادر أن القيادة العامة استقبلت ثلاثة ملفات لأسماء اقترحت من قبل رأس القائمة ووصيفه هواري بن علي وصاحب المرتبة الرابعة، إضافة إلى رغبة بعض الحرس القديم في العودة إلى الواجهة من بوابة مديرية الحملة الانتخابية بنية التمهيد للانتخابات المحلية، إلا أن متصدر القائمة استطاع كسب المعركة التي توصف بالهامة في هذه الفترة، حيث وقع الاختيار على أحد المنخرطين في تنسيقية لجان مساندة برنامج رئيس الجمهورية. وتلفت المصادر إلى أن بعض من ترشحوا لقيادة هذا الدور الدعائي معظمهم يملكون خلفيات انتخابية تأهبا لانتخابات المجالس المحلية، كما بينت المعلومات أن ولد عباس أعطى تفويضا لرأس القائمة بنية قطع الطريق أمام معارضين لهم خلفيات ضيقة أبرزها إفساد حملة الأفلان، علاوة على رغبة أشخاص في قيادة الحملة لأطماع مالية لتكرار تجارب سيئة سابقة كان أبطالها مناضلون "طايوان" جمعوا ثروات هائلة من رجال أعمال ومقاولين من أجل الإنفاق الإعلاني خلال الحملة. ومعلوم أن قيادة الحزب كانت درست أكثر من 300 ملف مودع من قبل مناضلين وكوادر وأوزان ثقيلة في الساحة المحلية للترشح لانتخابات 4 مايو، إلا أنها قطعت الطريق في الأخير أمام أصحاب المال وشخصيات ووزراء سابقين ومحسوبين على أجنحة سابقة، لاسيما جناح بلعياط الذي خسر معركة الترشيحات، كما أبعدت رئيس بلدية سابقا محسوب على الجناح بن فليسي وكان ضد المرشح بوتفليقة في انتخابات 2004.