في خطوة كان يتوقعها الجميع بعد تصاعد المظاهرات المليونية التي اجتاحت كافة المحافظات المصرية، أعلن أمس نائب رئيس الجمهورية في مصر عمر سليمان نبأ تنحي الرئيس حسني مبارك عن منصبه وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة زمام الأمور لتسيير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية· وقال سليمان في بيان مقتضب: ''بسم الله الرحمن، أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد، والله الموفق والمستعان''·وأفادت معلومات مؤكدة أن الرئيس المخلوع وأسرته قد غادروا القاهرة إلى شرم الشيخ على متن طائرة الرئاسة، انتظارا لتطور الأحداث خلال الساعات القليلة القادمة، وقالت إن الطائرة التي استقلها مبارك وأفراد أسرته أقلعت من مطار فألماظةف وهو مطار عسكري في شرق القاهرة، وكانت مصادر إعلامية مختلفة قد ذكرت قبل ساعة من ظهور سليمان على شاشة التلفزيون المصري لإعلان نبأ التنحي، أن مروحيات هبطت في قصر العروبة الرئاسي بالقاهرة، في الوقت الذي كان فيه حوالي 80 ألف متظاهر يتجهون نحوه·وقد سبق إعلان التنحي إرهاصات عدة مهدت له وجعلت المراقبين يتنبأون به على غرار استقالة حسام بدراوي من الأمانة العامة للحزب الوطني الحاكم الذي استلم منصبه قبل أيام قليلة خلفاً لصفوت الشريف مبينا أن مصر بحاجة إلى أحزاب جديدة·وقد غمرت البهجة المصريين بعد الإعلان عن تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وخرجت مصريات إلى الشرفات في شوارع القاهرة وأطلقن الزغاريد كما استقبلت معهم ملايين الشعوب العربية كافة الخبر بفرحة عارمة على غرار مظاهر الفرحة التي اجتاحت غزة وتونس، حيث ضج ميدان التحرير بمظاهر فرح المحتجين الذين اعتصموا لنحو أسبوعين كما خرج مئات الألوف من سكان الإسكندرية إلى الشوارع في مسيرات احتفالية ضخمة··وفي أولى ردود الأفعال، قال بيان صادر عن الخارجية القطرية تهنئته ودعمه لخيار المصريين في التغيير، كما ذكر مسؤول إسرائيلي إن بلاده تأمل في فترة انتقالية هادئة في مصر، في حين قالت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون إن مبارك استمع إلى صوت الشعب المصري، وقالت حركة حماس إن تنحي مبارك ''بداية انتصار الثورة المصرية التي ندعم مطالبها''