استغل الجيش الأميركي قصفه لأنفاق يستغلها متطرفو داعش في أفغانستان، ب"أم القنابل" قبل أيام ، كي يبعث برسائل إلى عدد من الأطراف، لكنه عودة إلى الوراء تكشف أن الأميركيين أنفسهم هم الذين حفروا ما دمروه مؤخرا. وذكر موقع ويكليكس، في تغريدة على "تويتر"، أن الأنفاق التي استهدفها الجيش الأميركي بالقنبلة الضخمة "جي.بي.يو-43" المعروفة باسم "أم القنابل"، تم حفرها برعاية وكالة المخابرات المركزية الأميركية، أواخر القرن الماضي. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، قد ذكرت سنة 2005، أن الأنفاق الكثيرة التي تغص بها منطقة تورا بورا في أفغانستان ويصل عددها إلى الآلاف، تم إنشاؤها من قبل المخابرات الأميركية. ودعمت الولاياتالمتحدة المقاتلين في أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، خلال ثمانينيات القرن الماضي، لكنها أدرجتهم ضمن قائمة الإرهاب، في وقت لاحق، وأضحى رؤوسهم في صدارة المطلوبين لديها عالميا. وسخر عميل الاستخبارات الأميركية السابق، إدوارد سنودن، من قرار القصف، قائلا إن أم القنابل التي تصل كلفتها إلى 314 مليون دولار، قصفت أنفاقا مولها الأميركيون من جيوبهم في وقت سابق. ويرى متابعون أن واشنطن لم تراهن على "أم القنابل" لتحقيق نتيجة كمية، فالأهداف التي قصفتها في أفغانستان لم تكن مستعجلة ولا ملحة. لكنها سعت إلى إبراز قوة أميركا العسكرية، بعد فترة قصيرة من قصف مطار الشعيرات في سوريا ب59 صاروخ توماهوك، ردا على استخدام النظام السوري سلاحا كيماويا في قصف مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب. وجاء استخدام أم القنابل، وسط توتر متزايد بين واشنطن وبيونغيانغ، من جراء تلويح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بسياسة حازمة إزاء كوريا الشمالية لكبح طموحها العسكري، وهو ما حذرت منه الدولة الاشتراكية قائلة إن ردها سيكون نوويا في حال تعرضت لأي "عدوان" أميركي.