أثار الهجوم الصاروخي الأمريكي، الجمعة، على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري في محافظة حمص وسط البلاد، إشارات استفهام حول جدوى الضربة وحجم تأثيرها ومدى أهمية القاعدة بالنسبة للنظام وروسيا. وقاعدة الشعيرات الجوية التي تقع على طريق حمص-تدمر على بعد 31 كيلو متر جنوب شرقي مدينة حمص، تعد من أهم وأكبر القواعد الجوية لقوات النظام السوري وأكثرها نشاطاً في الحرب ضد قوات المعارضة خلال السنوات الماضية خاصة أنها تقع وسط البلاد. وكانت القاعدة تضم - قبل قصفها بصواريخ عابرة من طراز توماهوك الجمعة - مقاتلات ميغ 23 وسوخوي 22 وإل39 تابعة لجيش النظام السوري، كما تربض فيها قاذفات توبولوف التابعة للجيش الروسي. بالإضافة إلى طائرات هيلوكوبتر روسية الصنع من طراز "ك 52" و"إم آي-27"، وذلك بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا 30 سبتمبر 2015. وتحوي قاعدة الشعيرات على 40 حظيرة طيران، وتتبع لقيادة اللواء 22 في جيش النظام السوري. وتعتبر الشعيرات من أهم القواعد الجوية لقوات النظام السوري ويشير خبراء عسكريون إلى أنه بضربها تم تحييد 20 في المائة من قوة النظام الجوية. ولطالما نشرت الطائرات الحربية التي تقلع منها الموت والدمار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً وذلك لموقعها المتوسط في سوريا، وباتت مصدر رعب للمدنيين خاصة بعد هجوم خان شيخون الكيماوي الذي قالت تقارير استخباراتية إن الطائرة التي نفذت الهجوم انطلقت منها. وتفيد مصادر معارضة إلى أن روسيا كانت قد جهزتها لتكون قاعدة جوية رئيسية لقواتها في سوريا، تلي في الأهمية قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية التي تتمركز فيها قيادات ومعظم القوات الروسية المشاركة في دعم النظام السوري. وعلى الرغم من استهداف القاعدة الجوية ب59 صاروخاً من طراز توماهوك، إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن عدد القتلى اقتصر على ستة جنود فقط وهو ما يشير إلى علم النظام المسبق بالضربة. وادعت قناة "الميادين" اللبنانية المقربة من النظام السوري، في خبر نشرته على موقعها في الإنترنت، أن جيش النظام السوري أخلى القاعدة العسكرية من قواته قبل الضربة لتوقعه حدوثها. في المقابل لم تصدر أي تصريحات من الجانب الأمريكي حول عدد القتلى والخسائر التي أحدثها الهجوم الصاروخي في القاعدة الجوية. وبحسب قناة "سي إن إن" الأمريكية نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فإن واشنطن أبلغت موسكو مسبقاً بتنفيذها الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات لتفادي وقوع خسائر بين الجنود الروس المتواجدين هناك. ولم تصدر أي تصريحات من جانب النظام أو روسيا تتعلق بإبلاغ الأخيرة النظام في دمشق بحدوث الضربة الأمريكية وأخذ التدابير اللازمة لتفادي الخسائر. ونفذت واشنطن فجر الجمعة، هجومها على قاعدة الشعيرات، وذلك رداً على استخدام النظام لها في قصف خان شيخون في إدلب بالأسلحة الكيميائية ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، حسب ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بيان عقب تنفيذ الهجوم. وقال المتحدث باسم البنتاغون، جيف ديفيس، إن "قوات الدفاع نفذت هجوماً باستخدام صواريخ توماهوك للهجمات البرية، انطلقت من المدمرتين يو إس إس بورتر ويو إس إس روس، شرق البحر المتوسط". وأوضح المتحدث في بيان، أن "59 صاروخاً استهدفت طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجستي ومستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار".