أقرت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بوجود ظاهرة العزوف، سواء لدى المواطنين بخصوص حضور التجمعات الانتخابية وكذا بعض الأحزاب التي لم تستغل الفضاءات المخصصة للحملة الانتخابية بتفضيلهم اللجوء إلى الفايسبوك من أجل الإشهار الانتخابي. وقال نائب رئيس الهيئة ابراهيم بودوخة إن نسبة استغلال الأحزاب لهذه الفضاءات قليلة وهناك عزوف عنها، حيث تخلت بعض الأحزاب عن إقامة التجمعات المبرمجة وعوضتها بالفايسبوك كأسهل وأكثر الوسائل انتشارا لمخاطبة الجزائريين بعدما أظهرت إحصائيات حديثة أن حوالي 11 مليون جزائري مدمن على الفضاء الأزرق ويتصفحه بشكل يومي. دعا أمس، ابراهيم بودوخة المرشحين إلى اعتماد أساليب حديثة ومتطورة لاستمالة الناخبين الذين ملوا من الأساليب التقليدية والخطابات التي تفتقد للنقاش. وأضاف المتحدث في تصريحات للإذاعة أن المرشحين عليهم الإبداع لجلب الناخبين وإقناعهم خاصة "جيل الفايسبوك" والعمل على التقرب من الناخبين بالعمل الجواري، حيث لاحظت الهيئة ضعف نسبة اللجوء إلى القنوات التلفزيونية فهي لم تتعدى ال75 بالمائة رغم أهميتها. ابراهيم بودوخة نفى أمس تلقي الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات شكاوى بخصوص تعرض بعض المرشحين للتهديد أو ما شابه، وقال إن تغطية الجانب الأمني للعملية الانتخابية تمت بإتقان، متوقعا أن لا تشهد العملية خروقات تمس بالنظام العام والسلامة العامة. وأشار في السياق إلى أن الهيئة وفي حال تلقيها شكاوى من هذا النوع ستتكفل بتبليغ النائب العام وتحريك الدعوى العمومية نظرا إلى كون المخالفة مجرّمة قانونا، ولفت المتحدث إلى أن المخالفات المسجلة منذ بداية الحملة الانتخابية لم ترق إلى أفعال يجرّمها القانون، واقتصرت على الإشهار الفوضوي الذي اشتكت منه أغلب الأحزاب خاصة ما تعلق بالاعتداء على المساحات الإشهارية المخصصة للآخرين أو الإشهار في أماكن تجارية وعمومية أخرى وبعض المرافق العمومية وهي مخالفة استدعت توجيه إعذارات وأوامر لمتصدري القوائم للكف عن السلوك المخالف للقانون وأخلاقيات العملية الانتخابية، وفي حال امتناع المعنيين عن الاستجابة فإن الهيئة مخولة لمراسلة الولاة من أجل تسخير القوة العمومية لإزالة تلك المناشير، وأضاف المصدر أن هذه المخالفات تحدث في كل العالم ولابد من معالجتها بهدوء وتجاوزها لأن ما ينتظر الهيئة أكبر من هذا. واعتبر ابراهيم بودوخة أن فتور الحملة الانتخابية في بدايتها أمر عادي غالبا ما يحدث لكنها ستشتد مع نهايتها وعلى الهيئة تطبيق القانون خلال فترة الصمت الانتخابي التي تمتد من نهاية الحملة إلى يوم الاقتراع. وفيما يخص توزيع المراقبين في مكاتب الاقتراع، أوضح المصدر أن القرعة لا تجرى على القوائم ولكن على عدد المراقبين الذين يتزاحمون على نفس المكتب، مشيرا إلى لجوء بعض الإدارات إلى إجراء القرعة على القوائم وهو ما خلف إقصاء عدد من الأحزاب. وفيما يتعلق بالزيارات التي يقوم بها رئيس الهيئة عبد الوهاب دربال لعدد من المداومات، قال بودوخة إن الزيارات فجائية تفتيشية للوقوف على مدى احترام القانون في المسار الانتخابي.