الأمين العام الجديد سيحضر المحليات القادمة للحزب كشفت مصادر مطلعة ل"البلاد" عن أن السلطات العليا للبلاد قررت التخلي عن خدمات الأمين العام الحالي لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس بعد الفشل الذي تسبب فيه للحزب في تشريعيات 4 ماي، بعدما خسر عشرات المقاعد التي حاز عليها في تشريعيات2012، خلافا لما كان يروج له ولد عباس بعدما كان يقول في كل خرجاته الإعلامية إن الجبهة ستكتسح، ليجد الحزب نفسه مجبرا على التفاوض مع القوة السياسية الثانية في البلاد التجمع الوطني الديمقراطي، كما أن الحزب مجبر على الشروع من الآن في التحضير الجيد للانتخابات المحلية التي تبعد بأشهر من الآن حتى لا تتكرر انتكاسات الحزب. في المقابل، تمكن الحزب الغريم الأرندي من تحقيق صعود لم يكن مفاجئا بالنسبة للعديد من المراقبين نتيجة الخطاب السياسي عالي المستوى الذي سوقه أحمد أويحيى بالتجمعات التي عقدها بمختلف ولايات الوطن. ففي الوقت الذي كان أويحيى يرافع لبرنامج سياسي واقتصادي واضح المعالم، ومحدد بدقة في مجموعة من المحاور ومفصل في نقاط بعينها لها صلة بيوميات ومعيشة المواطن، كان نظيره ولد عباس يرافع في القاعات كي يثبت فعلا أنه مجاهد وحكم عليه بالإعدام أثناء الثورة التحريرية، بعدما خرج مجاهدون كبار من منطقته "عين تموشنت" تحديدا أنكروا عليه صفة الجهاد تماما، متحدين الرجل أن يكشف عن اسم مجاهد واحد كان رفيقه بالسلاح، هذه النقطة برأي المراقبين بالإضافة إلى نقاط أخرى أهمها ضعف أداء الرجل السياسي وعدم امتلاكه كاريزما قوية تسمح له بقيادة حزب الرئيس زيادة طبعا على تناثر العديد من قضايا الفساد التي كانت حديث العام والخاص قبل الإعلان عن قوائم الحزب التي دخل بها التشريعيات دون نسيان الطابع الهزلي الذي منحه ولد عباس لخطاب الجبهة الذي تحول إلى فكاهة يومية للمواطنين الصغار منهم والكبار مما جعل الحزب العتيد من خلال كل هذه العوامل السلبية التي تسبب فيها ولد عباس يفشل في المحافظة على الأغلبية البرلمانية المطلقة التي حافظ عليها منذ مجيء الرئيس بوتفليقة رئيس الحزب. وحسب مصادر "البلاد"، فإنه إذا كانت مسألة إنهاء مهام ولد عباس من الأمانة العامة للحزب قد فصل فيها من طرف السلطات العليا للبلاد فإن الطريقة والكيفية لم تحدد بعد، وقد تكون إما بمنح منصب أمين عام بالنيابة لأحد أعضاء المكتب السياسي الحالي أو على الأرجح استدعاء دورة اللجنة المركزية للحزب وتقديمه استقالته كما فعل سلفه عمار سعداني، فيما لازال لم يعرف بعد اسم الأمين العام القادم للحزب العتيد.