رافعت غالبية الأحزاب السياسية في اليوم الثامن من الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي القادم، من أجل تثمين الطاقات الشبانية وتمكينها من حمل المشعل لقيادة البلاد، مبرزة في الوقت نفسه تصوراتها للسياسة الاقتصادية التي ينبغي اتباعها لإخراج البلاد من تداعيات الأزمات الخارجية وبناء اقتصاد قوي ومتنوع. وتميز اليوم الثامن ببعض «الانزلاقات» اللفظية على الخصوص التي عرفتها ولاية سكيكدة بتسجيل تصعيد في الخطاب بين الأفلان والأرندي، وتعرض بعض التشكيلات «لانحرافات» أودعت بشأنها شكاوى لدى الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات. اعتبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى في تجمع شعبي بتيسمسيلت، الشباب الجزائري، معادلة هامة في دعم الاستقرار والتنمية، حيث أشار إلى أن برنامج حزبه للتشريعيات المقبلة، يشدد على ضرورة مساعدة الشباب في مجالات شتى كالسكن والعمل وحماية هذه الفئة الهامة من المجتمع، من الوقوع في مختلف الآفات الاجتماعية، «ومن العنف الذي من شأنه تهديد استقرار وأمن البلاد»، في وقت جدد فيه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس في خطابه الانتخابي بسكيكدة، التزام الأفلان، بتسليم المشعل للشباب، قائلا في هذا الخصوص بأن «جيل المجاهدين سيزول ويجب تسليم المشعل للشباب بشرط أن تكون أيديهم آمنة للحفاظ على وحدة التراب الوطني والشعب الجزائري''. في نفس السياق، أكد ولد عباس، ضرورة أن يتحلى الشباب الجزائري بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه. رئيس حزب الشباب حمانة بوشرمة أشار من ولاية تلمسان، إلى أن حزبه وُجد للدفاع عن الشباب الجزائري والتصدي لمن يحاولون المغامرة به وبوطنه، مضيفا بأن كل مرشحي تشكيلته السياسية لتشريعيات الرابع ماي القادم، يمثلون فئة الشباب من ذوي الكفاءات ويمثلون البديل الحقيقي، «القادر على الدفع بدولة قوية ذات اقتصاد قوي». ومن غليزان، دعا رئيس تجمع أمل الجزائر «تاج» عمار غول إلى تثمين الطاقات الشبانية التي تزخر بها الجزائر، ودعا إلى التكفل بانشغالات «هذه الفئة الثمينة وإشراكها في صنع القرار»، مشيرا إلى أن حزبه يعتبر «من المدافعين عن حقوق الشباب، بدليل أنه وضع ثقة كبيرة فيهم بترشيحهم بقوة ضمن قوائمه الانتخابية». كما اعتبر غول الشباب الجزائري «العمود الفقري لحماية أمن واستقرار البلاد والضامن الأساسي لبناء اقتصاد وطني قوي، وتعزيز مكانة الجزائر في المحافل الدولية»، محذرا من عواقب إهمال هذه الثروة الشبانية وتركها فريسة لسماسرة الدمار وأصحاب الأفكار المسمومة والهدامة والمتطرفة». كما دعا رئيس حزب جبهة النضال الوطني عبد الله حداد من برج بوعريريج إلى «ضرورة إدماج الشباب في الساحة السياسية لإحداث التغيير»، ولفت إلى أن حزبه الفتي يعتمد في قوائم مرشحيه على عنصر الشباب الذي يعتبره «قوة من أجل التغيير وعماد المستقبل وحامل المشعل»، مؤكدا بأن الجزائر بحاجة إلى نشاط الشباب لتستفيد من الأفكار الجديدة التي تسمح لها بالخروج من الركود». أما رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، فتطرق من سكيكدة إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر وفقدانها 70 ٪ من مواردها المالية، معتبرا أن الحل يكمن في «التعجيل بالإصلاحات الاقتصادية التي من شأنها أن تمكن من تجاوز التبعية للمحروقات». كما اعتبر في نفس السياق مشكل البطالة التي يعاني منه الشباب في الجزائر «مشكلا اقتصاديا محضا» يستدعي حسبه «تقديم تسهيلات للمؤسسات الاقتصادية وتحسين مناخ الأعمال وتحفيز الاستثمار أو الشراكة المثمرة». الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون، اعتبرت الانتخابات التشريعية المقبلة فرصة للشباب والنساء والعمال والمتقاعدين وغيرهم للدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية «ورفض السياسات الإقتصادية والاجتماعية المفروضة»، داعية في تجمع شعبي نشطته بمعسكر المواطنين الجزائريين إلى «ممارسة الحق الدستوري في التصويت والوقوف مع المرشحين النزهاء الذين يخدمون البلاد ويدافعون عن مختلف فئات المجتمع ويكافحون الفساد والحقرة». رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني رافع من جهته، من أجل استحداث مجلس أعلى للتربية والتعليم «يأخذ على عاتقه ترقية المنظومة التربوية الوطنية لتحسين المردود البيداغوجي»، وهو ما سينعكس حسبه إيجابيا على المجتمع. سكيكدة.. تصعيد وأحداث ميّزت الحملة بعيدا عن لغة البرامج الانتخابية، ميزت بعض الأحداث التي شهدتها ولاية سكيكدة أمس اليوم الثامن من عمر الحملة الانتخابية لتشريعيات 4 ماي، بداية من تصعيد الأمين العام للحزب العتيد لهجته في الرد على غريمه أحمد أويحيى الذي كان قد سبقه إلى عاصمة 20 أوت، أطلق من نفس الولاية انتقادات ضد العتيد ومسؤوله الأول. إجابة هذا الأخير من نفس الولاية، جاءت بعبارات «قاسية»، تحمل مخاوف من انزلاقات محتملة قد تعرفها الحملة الانتخابية فيما تبقى من عمرها، إذا لم تدخل هيئة مراقبة الانتخابات كما شهدت سكيكدة أمس خروجا عن الإطار التنظيمي الهادئ الذي ميز الحملة الانتخابية خلال أسبوعها الأول، بتعرض مقر مداومة تحالف حركة «حمس» ببلدية بني زيد إلى التخريب من قبل مجهولين، حسبما كشف عنه متصدر قائمة الحركة بالولاية، والذي أشار إلى أن «أطرافا قامت بكسر باب المداومة وتدنيس المكتب وتمزيق جميع الملصقات واللافتات التي كانت بداخله، مع تخريب كل ما كان متواجدا بالمقر من طاولات وكراسي وواجهة المقر». وتقدم المكتب الولائي للتحالف بشكوى لدى قيادة الدرك الوطني وأوفدت الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات لجنة للتحقيق في القضية. من جهته، أودع الإتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء بسكيكدة شكوى لدى منسق الهيئة الولائية المستقلة لمراقبة الإنتخابات، للتبليغ عما اعتبره «تجاوزات رئيس بلدية سكيكدة»، متهما هذا الأخير بنزع اللافتة الخاصة بالإتحاد بشارع «بشير بوقادوم»، «وتسخيره لكل وسائل البلدية لفائدة مرشح الحزب الذي ينتمي إليه».