ذكرت مصادر ل''البلاد'' أمس، أن مسرحين من المؤسسة الوطنية للصناعات القطنية، أضرما النار في نفسيهما، بعد سماع عمال المؤسسة المطرودين من العمل منذ 5 سنوات، قرار مدير عام الشركة القاضي بعدم إرجاعهم إلى مناصب عملهمئالسابقة. فيما حاول عامل ثالث إحراق نفسه هو الآخر احتجاجا على القرار قبل أن يتدخل زملاءه لإنقاذه من ألسنة اللهب. وتضيف المصادر التي أوردت الخبر، أن العاملين قاما بسكب مادة سريعة الالتهاب، من المرجح أن تكون مادة البنزين قبل أن يضرما النار في نفسيهما، وأشارت إلى أن الضحيتين تم نقلهما على جناح السرعة إلى مستشفى برج منايل شرق بومرداس، حيث ذكر أن أحد الضحايا دخل في ''حالة غيبوبة''، وهو عضو في نقابة المصنع. وتأتي هذه الحادثة كرد فعل على قرار إدارة المعمل فصلهم نهائيا من مناصبهم التي سرحوا منها قبل 5 سنوات مضت. وقد قام العمال بنصب خيمة للاعتصام بداخلها، أمام مقر المؤسسة، احتجاجا على طريقة طردهم التي وصفوها ب''التعسفية''، على إثر قيام 31 عاملا بالإضراب سنة ,2006 للتنديد بطريقة تسيير المؤسسة، حسب ما أكده عضو لجنة المشاركة على مستوى المصنع، عيساوي يوسف. وأكد العمال خلال اتصالهم ب''البلاد''، أنهم لن يغادروا ''خيمة الاعتصام'' ما لم تتدخل إدارة المعمل والسلطات الولائية، التي بقيت ''مكتوفة الأيدي'' تجاه مطالب العمال، الذين أوضحوا أن قضيتهم تعود لقرابة 5 سنوات، حيث تم طرد 31 عاملا بطريقة ''تعسفية'' من طرف إدارة المؤسسة، وهذا على خلفية إضراب قاده هؤلاء العمال، احتجاجا على أوضاعهم المادية والمهنية، ما أجبر هؤلاء العمال على التوجه لأروقة العدالة، التي أنصفت من جانبها 12 عاملا، وحكمت بإعادة إدماجهم في مناصبهم التي طردوا منها، حسب ما أفاده العمال المحتجون، إلى جانب ذلك يبقى مصير 14 عاملا لم يتم الفصل فيه، لكون القضية مازالت مطروحة أمام المحكمة العليا. ومن جملة المطالب التي رفعها هؤلاء المعتصمون، إعادة إدماج جميع العمال المطرودين في مناصبهم، والمطالبة بالتعويض المادي عن 5 سنوات التي قضوها دون عمل، وفي حالة عدم تلبية مطالبهم، فقد لوّح هؤلاء العمال بإمكانية التصعيد من حدة الاحتجاج، أهمها الدخول في إضراب جماعي عن الطعام نهاية الشهر الحالي، بالإضافة إلى حرق نفسهم ''أمام أعين المسؤولين''، إذا لم يتحركوا في أقرب الآجال.