شهدت ولاية عنابة يوم أمس، موجة من الاحتجاجات العنيفة، قادها بطالون احتجاجا على تأخر توزيع عقود العمل· كما تواصلت العمليات الاستعراضية لمحاولات الانتحار الجماعي بشكل فجر مشادات ومواجهات بين البطالين المنحدرين من عدة بلديات وقوات مكافحة الشغب· وفي الغضون نظم مئات من أعوان الحرس البلدي اعتصاما للمطالبة بإلغاء إجراءات تحويلهم للحراسة لدى إدارات وهيئات عمومية· أقدم صبيحة أمس 07 شبان في العشرينات من العمر، على محاولة الانتحار جماعيا برمي أنفسهم من مبنى ولاية عنابة تنديدا برفض الجهات المسؤولة منحهم عقود، وقد لجأ البطالون في البداية إلى تقطيع أجسادهم على مستوى البطن والصدر بالسكاكين وشفرات الحلاقة تسببت في إصاباتهم بجروح بليغة ظلت تنزف قرابة الساعة من الزمن، وحسبما لاحظته ''البلاد'' في عين المكان فقد صعد اثنان منهم في البداية بأعلى بناية تقع بمحاذاة مقر الولاية طالبوا من خلالها بتوفير فرص العمل قبل أن يتمكن 4 آخرون من الصعود إلى أعلى غرفة الحراسة الأمنية بمبنى الولاية، مطالبين بتوفير مناصب شغل أو الانتحار بتمزيق أجسادهم وعروقهم بالسلاح الأبيض·وبالرغم من مناشدات أعوان الأمن والحماية المدنية، إلا أنه ظلوا مصممين على البقاء فوق المبنيين· وحسب مصادر محلية فقد تكللت محاولات رجال الأمن في إقناع هؤلاء الشاب، حيث تراجعوا عن قرارهم ليسارع أعوان الحماية المدنية إلى نقلهم إلى قسم الاستعجالات بمستشفى ابن رشد، حيث قدمت لهم الإسعافات الطبية·الحادثة المؤسفة جلبت إليها عددا كبيرا من الفضوليين والسكان وبعض المارة وأصحاب المحلات التجارية بالشارع الرئيسي، وليست الأولى من نوعها بهذه الطريقة التهديدية من قبل البطالين في شكل جماعي للي ذراع المسؤولين، ومنه تأمين مناصب شغل وصفها الشباب البطال بأنها تتم بطرق التوائية، وتحتكرها بعض العناصر من محيط الوكالة الولائية للتشغيل، فضلا عن توظيف شباب من خارج الولاية حسب قولهم دون احترام شروط العمل وبطاقات الانخراط التسلسلية المفترض التقيد بها، وهي التراكمات التي ظلت تراوح مكانها منذ سنوات دون حلول نهائية، ناهيك عن تقاذف التهم بين المسؤولين عن اليد العاملة والشركات العمومية والخاصة العارضة للعمل، سيما التوظيف المباشر بعد مدة 21 يوما المحددة قانونا·وكان بطالون قد نزلوا ليلة أول أمس إلى الشارع بحي الصرول ببلدية البوني وقاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية بوسط السكة الحديدية الأمر الذي أدى إلى توقف إجباري لقطار عنابة - العاصمة لمدة تجاوزت قرابة الساعة من الزمن حسب ما أكدته مصادر محلية، وتدخلت وحدات الدرك الوطني لتفريق المحتجين الذين رفعوا شعارات تطالب بالتشغيل وتمكنوا من السيطرة على الوضع وإخماد النيران المشتعلة وفسح المجال أمام القطار لمواصلة المسير باتجاه الجزائر العاصمة· إلى ذلك، اعتصم نهار أمس المئات من أعوان الحرس البلدي أمام مقر ولاية عنابة، عبروا من خلالها عن رفضهم لما جاء في البرقية رقم 882 المؤرخة في 11 ديسمبر ,2010 المتعلقة بطريقة تحويل نمط عملهم، مطالبين بضرورة إصدار القانون الأساسي الخاص بالحرس البلدي ومنحهم تعويضات مالية عن العطل السنوية مند عام ,94 بالإضافة إلى تسوية منحة التغذية المقدرة ب100 دج التي لم يستفيدوا منها منذ 10 سنوات من الآن· كما طالب المحتجون بالزيادة في الأجور ومنحة المرودية بأثر رجعي مند سنة ,2008 وكذا تسوية وضعية ملفات التقاعد·