مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن ب"سيدي عمار" عاود الشباب البطال ببلديتي "سيدي عمار" و"الحجار" بولاية عنابة، الاحتجاج يوم أمس وذلك للمطالبة بمناصب عمل، في إطار آليات التشغيل والإدماج المحلية، فيما رفع متظاهرون شعارات تنادي بالتشغيل والإدماج في مركب "أرسيلور ميتال"، بعد أن أقدموا على غلق المداخل والمحاور الرئيسية للبلديتين بالعجلات المطاطية المشتعلة. وكادت أن تتطور الاحتجاجات إلى انزلاقات خطيرة، لولا التدخل العاجل لوحدات مكافحة الشغب التي أنقذت رئيس دائرة "الحجار" من هجوم البطالين، الذين لم يتوانوا في رشق مسؤول الدائرة بوابل من الحجارة دون أن يتعرض للإصابة، حيت تم "ترحيله" من طرف المصالح الأمنية إلى مكان آمن بعيدا عن أحداث الشغب، وبإقليم بلدية "سيدي عمار" فقد تحولت الاحتجاجات ضد السلطات البلدية إلى مواجهات بين المحتجين وعناصر الشرطة تارة، وبين المتظاهرين أنفسهم تارة أخرى، بشكل ساهم في سقوط عدة إصابات بالحجارة والزجاجات الحارقة تجاوزت عشرة أشخاص حسب مصادر موثوقة، وشوهد أن وحدات الحماية المدنية قد نقلت البعض منهم نحو مصالح الاستعجالات لتلقي الإسعافات الأولية بعد تدخل فرق مكافحة الشغب. هذا وذكرت مصادر محلية أن شرارة الأحداث انفجرت، بعد رواج إشاعات عن مخطط توظيف 2000 عامل جديد إلى آفاق سنة 2014، تكون قد أعدته إدارة مركب "أرسيلور ميتال"، غير أن الشباب البطال ببلدية "سيدي عمار" و"الحجار"، وخوفا من أن تذهب هذه المناصب بطرق ملتوية حسبهم سارعوا للاستثمار في موجة الاحتجاجات، فيما أشارت مصادر أخرى أن لجان الأحياء التي تم اعتمادها من قبل السلطات المحلية لتحديد حصة الاحتياجات من عقود العمل عبر الأحياء، اصطدمت فيما بينها بسبب رغبة ممثلي الأحياء في توظيف أبناء هذا الحي دون الحي الآخر، بعد أن تم الإعلان عن رغبة مؤسسة "سيدار" في حاجتها ل 119 عاملا، ومؤسسات اقتصادية عمومية أخرى على مستوى المنطقة، لعقود عمل قدرت ب 250 عقدا، وهو ما أحدث "فتنة" بين شباب الأحياء، تطورت إلى مواجهات بينهم قبل أن تتدخل وحدات مكافحة الشغب لاحتواء الوضع. حيث عاود يوم أمس المئات من المحتجين عبر تراب ولاية عنابة، الخروج في حركات احتجاجية، واعتصامات مرة هنا وأخرى هناك، وانضم يوم أمس إلى القائمة، عمال ملعب العقيد "شابو" الذين تجمهروا أمام الولاية، للمطالبة بتسوية أوضاعهم الاجتماعية والمهنية وتحسين الظروف المادية والمعنوية، وسرعان ما لحق بهم عمال الشركة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى، الذين تم تسريحهم في الأيام القليلة الماضية، تحت داعي انعدام مشاريع العمل وتقلصها إلى حدود دنيا، فيما التحق رجال ونسوة من عدة أحياء ومناطق أمام مقر الولاية، مطالبين بالسكن الريفي والاجتماعي، وصنعت المئات والعشرات من أصحاب الحقوق ومن الذين أخذوا حقوقهم وزادوا عليها قليلا اعتصامات سلمية أمام الولاية، حيث تدخلت مصالح الأمن وقوات مكافحة الشغب لفض هذه الحركات الاحتجاجية، التي تأتي في وقت تتزايد فيه مطالب وانشغالات سكان ولاية عنابة، في حين يحاول أصحاب الحقوق، المهمشين، المغبونين والمساكين استغلال الموقف لصالحهم، إذ أقدم بعضهم على محاولات انتحار جماعية في بلدية "سيدي عمار"، وآخرون على محاولات انتحار فردية بكل من بلدية "برحال" و"عنابة وسط".