حذرت الجزائر من اختلال تنفيذ برامج الاتحاد الإفريقي في حل الأزمات بالقارة السمراء جراء استمرار التماطل في دفع المساهمات المالية من قبل الدول الأعضاء في المحددة. وفي هذا الصدد دعا وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل بأديس أبابا إلى تشجيع مقاربة تأخذ بعين الاعتبار مقتضيات تحقيق التوازن والتضامن والتقسيم المنصف للتكاليف قصد تفادي تراكم المخاطر حيال التوجه المقلق نحو عدم دفع المساهمات المالية في الآجال المحددة من قبل دول الاتحاد الإفريقي. وأوضح مساهل الذي ترأس اللجنة الوزارية حول سلم المساهمات ضمن الاتحاد الإفريقي أن "تواصل التوجه المقلق نحو عدم دفع المساهمات المالية في الآجال المحددة من قبل الدول الأعضاء واستمرار تراكم المتأخرات بما ينجر عنها من أثر سلبي على تنفيذ برامج الاتحاد لاسيما في إطار أجندة 2063 حملت المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في يونيو 2016 على تكليف لجنتنا الوزارية بمهمة صعبة تتمثل في استغلال سبل ووسائل حمل وتشجيع الدول الأعضاء على دفع التزاماتها المالية النظامية تجاه المنظمة لا سيما من خلال مراجعة نظام العقوبات الحالي لجعله أكثر نجاعة ومصداقية". ودعا مساهل خلال هذا الاجتماع المنعقد على هامش القمة ال29 للاتحاد الإفريقي إلى "مقاربة تأخذ بعين الاعتبار قدرة الدول على الدفع وكذا مقتضيات تحقيق التوازن والتضامن إلى جانب التقسيم المنصف للمهام قصد تفادي تراكم الأخطار". وأضاف أن "الهدف من مسعانا يكمن في إعطاء دفع لحركية أكثر مصداقية في مجال تحصيل هذه المساهمات ما دام نجاح مسار الإصلاحات المؤسساتية الذي لا يزال قائما مرهونا بتجسيد أو عدم تجسيد الهدف العاجل المتمثل في حمل الدول الأعضاء على الوفاء بالتزاماتها المالية وتخليص الاتحاد من تبعيته المالية". وفي هذا السياق ركز الوزير على أهمية "الاتفاق سوية على أجندة أولويات بالنسبة للبرنامج المستقبلي للجنة الوزارية مع إيلاء الأولوية لمراجعة سلم المساهمات وبحث سبل ووسائل أكثر نجاعة تسهل على الدول الإفريقية عملية دفع مساهماتها المالية القانونية". كما اقترح أن تعكف اللجنة تحسبا لقمة جانفي 2018 وبدعم من مفوضية الاتحاد الإفريقي على "مراجعة هذا السلم بغية تطبيقه ابتداء من 2019". ومن جهة أخرى انتخب المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي أمس بأديس أبابا (أثيوبيا) بالأغلبية الساحقة جزائريين اثنين على مستوى هيئات المنظمة القارية. ويتعلق الأمر بالسيدة مايا ساحلي فاضل التي أعيد انتخابها ضمن اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب والسيد حسين آيت شعلال الذي انتخب كعضو في المجلس الاستشاري للاتحاد الإفريقي حول الفساد خلال الدورة 31 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي. وسيتم تعيين الجزائريين من طرف ندوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي ستعقد دورتها ال 29 يومي 3 و4 جويلية بالعاصمة الإثيوبية.