اندلعت مظاهرات في عدة مدن عراقية، أمس الجمعة، فيما أطلق عليه ''جمعة الغضب''، وتمكن آلاف المتظاهرين في العاصمة بغداد من عبور أحد الجسور الرئيسية والوصول لساحة ''التحرير'' القريبة من المنطقة الخضراء، بعد أن تمكنوا من تجاوز الحواجز الأمنية. وطالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية والحصول على حرياتهم المدنية، وتحسين الخدمات، كما دعوا لإسقاط حكومة المالكي، التي قالوا إنها جاءت في ظل الاحتلال. وقدرت مصادر عدد المتظاهرين بأكثر من عشرة آلاف متظاهر، رغم حظر التجول المفروض على العاصمة بغداد منذ مساء أمس الخميس. وأعلن اللواء سرهد قادر عن مقتل متظاهرين اثنين على الأقل وإصابة عشرين آخرين بجروح بينهم سبعة شرطيين في صدامات بين محتجين وقوات الأمن في الحويجة شمال العراق. وأكد هذه الحصيلة حسين علي فالح، رئيس المجلس البلدي في الحويجة (60 كلم شمال بغداد). وبذلك يرتفع إلى ستة عدد المتظاهرين الذين سقطوا خلال حركة الاحتجاج التي تهز العراق على غرار عدة دول عربية، كما قتل شرطي أيضاً.في الوقت نفسه، أكد قائد شرطة محافظة البصرة اللواء حسن علي ل''العربية '' نبأ استقالة محافظ البصرة شلتاغ عبود استجابة للمتظاهرين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد ناشد الشعب أمس بعدم المشاركة في التظاهرات، معتبراً أنها ''مريبة وفيها إحياء لصوت'' الذين دمروا البلاد. وقال المالكي في كلمة موجهة إلى العراقيين قبل يوم من التظاهرة: ''أدعوكم من موقع الحرص إلى ضرورة إجهاض مخططات أعداء الحرية والديمقراطية إلى عدم المشاركة بمظاهرة أمس، لأنها مريبة وفيها إحياء لصوت الذين دمروا العراق، وأسقطوا سيادته، ودمروا مؤسساته، وأشاعو القتل والفساد''. وأضاف ''وهذا لا يعني حرمانكم مرة أخرى من حق المظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة، ويمكنكم إخراج هذه المظاهرات في أي مكان أو زمان تريدون خارج مكان وزمان مظاهرة يقف خلفها الصداميون والإرهابيون والقاعدة''. وتابع: ''أحذركم من مخططاتهم التي تستهدف حرف المسيرات والمظاهرات لتتحول إلى مظاهرات قتل وشغب وتخريب وتفجيرات وأحزمة ناسفة وإشعال فتنة يصعب السيطرة عليها''. ومضى المالكي يقول إن ''الذين يفكرون بعودة البعث السابق والأيام السود من تاريخ العراق وكذلك الإرهابيين والقاعدة وغيرهم ممن لا يريدون لبلدنا الخير، ستجدونهم ربما أعلى صوتاً منكم وأكثر حماساً للمطالبة بكل ما من شأنه إشاعة الفوضى والإخلال بالنظام العام وتعريض مؤسسات الدولة والممتلكات العامة والخاصة للخطر، في محاولة للانقضاض على كل ما حققتموه من مكتسبات في حياة ديمقراطية وانتخابات حرة وتبادل سلمي للسلطة وإطلاق للحريات''.