حثت المعارضة في فنزويلا كيفية تصعيد الاحتجاجات ومنع تشكيل "جمعية تأسيسية" جديدة تكرس هيمنة الحزب الاشتراكي، يأتي ذلك بعد أن صوت أمس نحو سبعة ملايين شخص ضد الرئيس نيكولاس مادورو في استفتاء شعبي غير رسمي. وقالت المعارضة إن نحو 7.1 ملايين فنزويلي أدلوا بأصوات رمزية لرفض خطة مادورو لإعادة تشكيل النظام السياسي، ووصفت الاستفتاء ب"الناجح"، لكن محللين يرون أن النسبة لم تكن كافية وتجعل المعارضة تواجه خيارات صعبة قبل أسبوعين من محاولة الزعيم الاشتراكى إعادة تشكيل النظام السياسى، وفق ما يراه محللون. وأشار المحللون إلى أن عدد الأصوات انخفض عن النسبة التي بلغت 7.7 ملايين صوت في الانتخابات التشريعية لعام 2015، و7.5 ملايين صوت جلبت مادورو إلى السلطة في عام 2013. ولم يخل الاستفتاء من أعمال عنف، حيث أعلنت النيابة العامة في فنزويلامقتل امرأة وجرح ثلاثة أشخاص برصاص مسلحين مجهولين أمام مركز تصويت في العاصمة كراكاس، بينما ذكرت المعارضة أن الحادث أدى إلى مقتل شخصين وجرح أربعة آخرين في هجوم بالرصاص لمجموعة شبه عسكرية في حي كاتيا بكراكاس. ساعة الصفر وقال جوليو بورجس رئيس البرلمان الذي تسيطر عليها المعارضة بعد منتصف الليل بقليل عندما أعلنت نتائج الاستفتاء "إن الديمقراطية غير قابلة للتفاوض، لا نريد جمعية تأسيسية مزيفة مفروضة علينا، لا نريد أن نكون كوبا، لا نريد أن نكون دولة بلا حرية". وتضمن الاستفتاء ثلاثة أسئلة بشأن رفض أو قبول الناخبين المجلس الدستوري الجديد الذي يعتزم الرئيس مادورو إنشاءه ومدى رغبتهم في تدخل القوات المسلحة للدفاع عن الدستور القائم حاليا. كما يتضمن سؤالا بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل انتهاء فترة ولاية مادورو عام 2018. ويعد زعماء المعارضة الآن "بساعة الصفر" للمطالبة بانتخابات عامة وإحباط خطة مادورو لتشكيل هيئة تشريعية جديدة مثيرة للجدل تعرف باسم الجمعية التأسيسية في انتخابات مقررة يوم 30 يوليو/تموز.
وقد تشمل أساليب المعارضة إغلاق الطرق لفترات طويلة، وتنظيم اعتصامات وإضراب عام، أو ربما مسيرة إلى قصر ميرافلوريس الرئاسي، كما حدث قبل انقلاب لم يدم طويلا ضد الرئيس الراحل هوغو شافيز عام 2002.
من جهته وصف مادورو -الذي تنتهي فترة رئاسته مطلع 2019- استفتاء المعارضة بأنه تدريب داخلي تجريه ولا يؤثر على حكومته، وخاطب المعارضة بقوله "لا تفقدوا صوابكم واهدؤوا". ودعا الرئيس اليساري المعارضة إلى إنهاء العنف والعودة إلى السلام واحترام الدستور وبدء جولة جديدة من المحادثات والحوار من أجل السلام". وتعاني فنزويلا التي تعتمد كثيرا على الصادرات النفطية انهيارا اقتصاديا وسط انخفاض أسعار النفط، إلى جانب الارتفاع الكبير في معدل التضخمونقص الأغذية والسلع الاستهلاكية الأساسية ، وشهدت في الشهر الماضي مسيرات شوارع ومواجهات قتل فيها نحو 90 شخصا وجرح 1500 آخرون.