اختارت إدارة المسرح الوطني المخرج ميسوم لعروسي عن تعاونية أصدقاء المسرح من ولاية الشلف لإعادة إخراج مسرحية العيطة، بعد أن ترشح هذا الأخير والمخرج سيد أحمد قارة لبعث المسرحية لكاتبها محمد بن قطاف، وقدما منذ العام الماضي مشاريع عملهما على مستوى إدارة المسرح الوطني. وكشف المخرج المسرحي ميسوم لعروسي أنه قد تلقى الموافقة من مدير المسرح محمد بن قطاف منذ ديسمبر السابق، وأنه يعكف حاليا على تجسيد العمل على الركح، بمشاركة 30 هاويا عمل على تكوينهم في مجالي التمثيل والسينوغرافيا. وقد صرح المخرج سيد أحمد قارة، منذ صيف ,2008 بأنه تحصل على موافقة المسرح الوطني لإنجاز العمل، غير أن الإدارة غيرت رأيها ومنحت الموافقة على المشروع إلى ميسوم لأسباب مجهولة. وقال لعروسي إنه حافظ على نص مسرحية العيطة التي أخرجها زياني شريف عياد سنة ,1992 وأدى أدوارها كل من عز الدين مجوبي، صونيا ومحمد بن فطاف، ولكنه في المقابل سيضع فيها لمسة جديدة من ناحية الديكور والسينوغرافيا التي أعدت لاحتواء 10 ممثلين وليس ل3 ممثلين في المسرحية الأولى• يدور موضوع المسرحية حول التغييرات الجذرية التي طرأت على المجتمع الجزائري، سنة ,1992 والتي شملت جميع المجالات وعلى رأسها المجال السياسي والاختيارات الأيديولوجية، والانتقال من نظام الحزب الواحد إلى التعددية، وتسريح العمال والمشاكل الاجتماعية الأخرى التي انجرت عن البطالة والفقر في قالب تهكمي وفكاهي عن الأوضاع المعيشية. وفي ديكور بسيط في شكل قطار يتوقف عن السير لأنه ينقصه برغي للاشتغال مرة أخرى. وأوضح المتحدث أن الطريقة الإخراجية الجديدة التي سيعتمدها في إعادة إحياء هذا العمل المسرحي، ستكون بعيدة كل البعد عن الطريقة الأولى التي اعتمدها المخرج الكبير في ''العيطة التي تعتبر من أهم الأعمال المسرحية الجزائرية المنجزة وأقواها. حيث سيكون أداء الممثلين الهواة الذين اختارهم ميسوم في تجسيد العمل مستقلا عن أداء الثلاثي الكبير بن قطاف، مجوبي وصونيا، وذلك لإضفاء روح مغايرة على العمل، كما يشارك الفنان رشيد جرورو كمساعد مخرج في العمل، والسينوغرافيا لعبد الله كبيري الذي سيوجه دوره 6 شباب في السينوغرافيا سيساعدون على إنجاز الديكور. وأضاف المتحدث أن مشروع إعادة إخراج العيطة سيفتح المجال على الممثلين في الشلف للطموح في مسرح جهوي، يجسدون على خشبته أفكارهم وإبداعاتهم. للإشارة، فقد سبق للمخرج أن أخرج مسرحية العبد، ولا تزال تلقى الطلب لعرضها في كل مناسبة، منذ عرضها على الخشبة في ,1996 كما أعاد إخراج مسرحية 132 سنة لعبد الرحمان كاكي.