سعيدة بن حبيلس: "3000 امرأة لاجئة مستغلة في الدعارة" لا يزال اللاجئون الأفارقة يبحثون عن إطار قانوني للعيش في أمان في دول قدمت لهم الدعم لاستضافتهم وتقديم يد المساعدة لهم، بعد أن أرغمتهم النزاعات السياسية والصراعات على مغادرة بلدانهم واللجوء الى البلدان المجاورة، طلبا للعيش في أمان وهو ما سعت إليه الجزائر من خلال قوانين واتفاقيات دولية لاستضافة اللاجئين الأفارقة. روبورتاج: هدى حوحو
أثار القرار الأخير الذي اتخذته وزارة الداخلية القاضي بترحيل كل مهاجر سري رجل يضبط وهو بصدد ممارسة التسول، والمهاجرين السريين الذين تثبت التحريات صدور أحكام قضائية في حقهم في سنوات سابقة، ثورة غير مسبوقة للاجئين الأفارقة الذين رفضوا الترحيل وفضلوا المكوث بالجزائر رغم كل السلبيات التي وجدوا أنفسهم محاصرين بها. شباب من ماليوالنيجر: نرفض الترحيل.."دعونا نعمل في أمان" في محاولة للوقوف على ظاهرة الترحيل للأفارقة، "البلاد" التقت مجموعة من الشباب الأفارقة الذين امتهنوا التسول وأعمال التنظيف في العمارات حيث قال الشاب "بوبا" من جنسية مالية يعمل إسكافيا في شارع خليفة بوخالفة أن عمله يعتبر من المهن التي فتح بها باب رزقه بالجزائر معترفا بالشعبية التي يحظى بها بين الجزائريين القاطنين بالمنطقة لإتقانه مهنته التي يمارسها بدقة ونالت إعجاب المترددين على الطاولة الصغيرة التي نصبها بساحة خليفة بوخالفة فكانت السرعة في العمل عامل نجاحه يقول بوبا إلا أنه رفض الترحيل خاصة أنه جاء الى الجزائر عن طريق تمنراست منذ سنتين داعيا الى تركه للعمل في أمان. وعن المضايقات التي يتعرض لها قال المتحدث إنه لم يتعرض لمضايقات كثيرة سوى لبعض الألفاظ العنصرية من قبل بعض الأطفال والشباب الذين يعتبرون ذلك تسلية لهم، لكن الشباب في المنطقة يتشاجرون فيما بينهم في غالب الأحيان فنحن لا نبالي بتلك المضايقات". انتقلنا فيما بعد الى شارع كريم بلقاسم بالعاصمة حيث يتمركز جمع من الأفارقة والقادمين من النيجرومالي يقومون بتنظيف العمارة مع مراعاة طلبات سكان عمارة "لا روابيتا" بنفس الحي، حيث أكد الشاب "بوالي ذويبا" ذو الأصول النيجيرية أن عمله في تنظيف العمارة ذات الطوابق العديدة لا يمثل له عبئا او عملا شاقا لأنه اعتاد على ذلك منذ سنوات، خاصة أنه اصبح معروفا وأصبح سكان العمارات المجاورة يطلبونه لتنظيف حيهم ومساكنهم. وهو الأمر الذي أكدته السيدة "زهرة.ط" التي قالت إنها تعتمد على الشباب الأفارقة في تنظيف العمارة بعد أن ودعت "الكونسيارج" عملها في العمارات خاصة أن هذه الأخيرة كان يعتمد عليها في اعباء التنظيف غير أن الأمان في هؤلاء الأفارقة يبقى مرهونة بقوة يقظة السكان بالنظر الى كل الآفات الاجتماعية التي طغت على مجتمعنا". أفارقة اكتسحوا ورشات البناء اكتسح اللاجئون الأفارقة ورشات البناء والمشاريع الضخمة في الجزائر، كعمال أو مقاولين، نظراً لغياب اليد العاملة، وهو ما استطعنا معاينته في بعض الأحياء ببلدية العاشور حيث التقينا جمعا من الشباب يعملون في ورشات البناء يستعين بهم الخواص للإسراع في وتيرة الإنجاز. أكد صاحب منزل بأحد أحياء العاشور انه كلف أفارقة لبناء منزله الذي طال تشييده من قبل مقاولين جزائريين فلم يجد سبيلا سوى الاستعانة بالأفارقة معتبرا في سياق حديثه بلهجة الحسرة قرار الترحيل القسري والعنصري، مؤكدا أنه يجب أن يراعى الجانب الإنساني خاصة أن هؤلاء يعملون بجدية ". المحلل السياسي البروفيسور صالح سعود: "لا بد من وضع إطار قانوني للاجئين الأفارقة لأن وضعهم الحالي يلحق بهم أضرارا كبيرة" أكد المحلل السياسي البروفيسور صالح سعود أنه يجب ان نعترف بأن الشعب الجزائري قد عرف التهجير من بلده أثناء الثورة التحريرية واستضافته البلدان المجاورة وكانت مرتبطة بالعقد والإنسانية، وبعد الاستقلال ظلت الجزائر مدافعة عن الشعوب المقهورة فكانت بوابة وقبلة للثوار.وقال سعود في تصريح ل«البلاد" إن الجزائر تعيش في وسط جغرافي ومحيط متفاعل مع دول الجوار ما أدى بشعوب هذه الدول إلى الهجرة نحو الجزائر بطريقة نظامية او غير نظامية، مؤكدا في سياق حديثه أن الجزائر ظلت تستقبل اللاجئين من منطلق الحفاظ على مبادئ الأنسان.ويضيف سعود قائلا إن الجزائر تصرفت بما يمليه القانون الدولي الذي ظلت تدافع عنه، وأن ترحيل هؤلاء اللاجئين لا بد أن تتماشى مع القانون الدولي ومع مصلحة الإنسان المعاصر. واذا ارتأت أن تبقي عليهم فلا بد أن تضع لهم إطارا قانونيا يحميهم لأن وضعهم الحالي سيلحق بهم ضررا كبيرا". رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس: "رحلنا 18640رعية و6000 قاصر دون مرافق مستغلين في التسول منهم 3000 امرأة مستغلة في الدعارة" قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إن عملية ترحيل الافارقة النيجيريين المتواجدين بطريقة غير قانونية جاء بطلب من الحكومة النيجيرية بعد ان تم اكتشاف شبكات اجرامية تنشط في الجزائر والنيجير تتاجر بالبشر وتستغل النساء للعمل في الدعارة والأطفال في التسول. وأكدت بن حبيلس في تصريح ل«البلاد" أن عملية الترحيل بدأت في 2014 واستمرت الى 2017 وقالت: "رحلنا 18640 رعية و6000 قاصر بدون مرافق مستغلين في التسول منهم 3000 امراة مستغلة في الدعارة. وعن عملية الترحيل التي انطلقت مند أكثر من أسبوع أنه تم ترحيل 500 رعية متواجدة بطريقة غير شرعية مؤكدة أن كل المقاييس الدولية المعمول بها في عملية الترحيل من معاملات إنسانية بتوفير كل المتطلبات الضرورية من أطباء وسيارات إسعاف ترافقهم في الترحيل مع توفير حافلات مكيفية لنقلهم الى مراكز الإيواء، خاصة أن الجزائر تسعى بكل الوسائل لإنجاح عملية ترحيل اللاجئين الأفارقة على كل المستويات الإنسانية والتنظيمية بهدف إعطاء صورة مشرفة للمجتمع الدولي عن الجزائر." المختصة الاجتماعية دروش فضيلة: "غياب دراسة علمية اجتماعية عن ظاهرة الأفارقة في الجزائر غيّب الوعي الاجتماعي في المجتمع" أكدت المختصة الاجتماعية فضيلة دروش أنه لا توجد دراسة أكاديمية علمية عن ظاهرة تواجد الأفارقة بالجزائر والدواعي التي ادت الى انتشارهم مع أولادهم في مختلف شوارعنا. صادفنا التسول بالأطفال، النوم في الشارع بالأطفال والنساء، التسول بكثرة في كل مكان مما جعل المجتمع يتضايق من هذا الغزو الذي لا مثيل له. يمكن اعتبار أن الارضية لم تكن مهيأة لاستقبال هؤلاء اللاجئين الذين طغوا على المجتمع بكل ما يحملونه من آفات اجتماعية وظواهر غريبة مما أدى إلى نفور الكثير من هؤلاء الافارقة الذين سيطر عليهم المشهد اللاأخلاقي من خلال ممارسات غير مقبولة من الترويج للمخدرات والأمراض والترويج لبعض الطقوس الغريبة. وترى محدثتنا أن الترحيل جاء في وقته مع احترام كل الاطر الأخلاقية والتعاملات الإنسانية لحفظ صورة الجزائر التي تبقى قبلة للثوار واللاجئين الذين اضطرتهم الظروف السياسية إلى الخروج من موطنهم".