تفاجأت العديد من العائلات الجزائرية بفساد وتعفن لحوم أضاحيها في ثاني أيام عيد الأضحى، حيث لوحظ تغيّر لون اللحم وسط انبعاث رائحة كريهة منه، وتم تداول صور وفيديوهات نشرتها بعض العائلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر كمية كبيرة من اللحوم تحول لونها إلى الأسود في حين أظهرت صور أخرى تحول لحم العيد إلى لونين أزرق وأخضر. وقد تعددت الاتهامات بين مختلف الأطراف، فالعديد من المواطنون يؤكدون أنهم احترموا شروط التبريد، في حين وجه البعض أصابع الاتهام لمربي المواشي لاحتمال إضافتهم جرعات زائدة من المكملات الغذائية لعدد من رؤوس المواشي، ليبقى المواطن في حيرة حول المسؤول عن خسارته لأضحيته ويتساءل عن مدى صلاحية لحومها للأكل. وعاد سيناريو العام الماضي بخصوص حادثة تعفن لحوم عيد الأضحى وظهور بقع زرقاء عليها، حيث طرحت العائلات المتضررة من ذلك، العديد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى تغير لون اللحوم وانتشار روائح كريهة منها. فالكثير من المواطنون أكدوا أنهم احترموا شروط الحفظ والتبريد، ورغم ذلك فقد اصطدموا بتغيّر لون لحم الأضحية، الأمر الذي جعلهم حائرين في سبب ذلك من جهة، وحول صلاحية هذه اللحوم للأكل من جهة أخرى، وما إذا كانت باقي قطع الأضحية غير المتضررة تصلح للاستهلاك، أم أنها تحمل خطر إصابتهم بأمراض. أصابع الاتهام توجه إلى الموالين بالمقابل ربط العديد من الأطراف والأخصائيين تعفن لحوم الأضاحي في ظرف يومين فقط من ذبحها، بحادثة العام الماضي، متوقعين نفس النتائج التي خلصت إليها وزارة الفلاحة في التحقيق الذي قامت به في عيد الأضحى 2016، والتي كشفت بالإجماع على أن جرعات زائدة من المكملات الغذائية أضيفت إلى الأعلاف، بهدف تسمين الأضاحي في وقت قياسي، وبيعها بأغلى الأثمان، الأمر الذي أدى إلى تعفن اللحوم وفسادها. على السلطات فتح تحقيق لإزالة شكوك المواطنين استبعد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، فرضية تأثر هذه اللحوم بالظروف المناخية كالحرارة والرطوبة، كون العديد من العائلات قامت باقتناء أكثر من أضحية من موالين مختلفين، وتبين أن لحم الأضحية المتعفن قد تم تخزينه في نفس الظروف مع الأضحية الأخرى، وهو الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الأسباب التي جعلت لحوم الأضاحي تتعفن بهذه السرعة، مشيرا إلى وجود بياطرة ضمن المنظمة يعملون من أجل الكشف عن هذه الأسباب، داعيا في الوقت ذاته الجهات الوصية إلى ضرورة فتح تحقيق لإزالة الشكوك التي انتابت المستهلكين حيال هذا الأمر. الأخصائية في الطب البيطري، شهبي لويزة: ترك اللحوم خارج الثلاجة والمكملات الغذائية قد يكون سبب التعفن صرحت أخصائية الطب البيطري، الدكتورة شهبي لويزة، ل«البلاد"، بأن ظاهرة تعفن اللحوم هذا العام لم تكتسح فئة كبيرة من أضاحي عيد الأضحى مثلما حدث في عيد الأضحى العام الماضي. ورغم ذلك فقد شددت على خطورة تناول اللحوم المتعفنة من قبل المواطنين. وعن الفرضيات التي يمكن أن تكون وراء تعفن اللحوم، قالت المتحدثة إن ارتفاع الحرارة وعدم وضع لحوم الأضحية في الثلاجة، في وقت مناسب، قد يؤدي إلى تعفن اللحم، فحسب المتحدثة لا يجب انتظار مرور 24 ساعة لوضع اللحم في الثلاجة، حيث تكفي 8 ساعات لتقطيع اللحم وضعه في البراد. كما أكدت الأخصائية البيطرية أن إعطاء جرعات زائدة من المكملات الغذائية والفيتامينات، للأضاحي أياما قبل النحر، قد يؤدي إلى مخاطر عديدة تتسبب في تعفن اللحوم وظهور البقع الخضراء والزرقاء عليها. في بيان لها حول ظاهرة التعفن جمعية حماية المستهلك تحذّر من اللحوم المتعفنة حذرت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، المواطنين الذين لاحظوا تغيّرا في لون اللحوم وتعفنها من خطورة استهلاك هذه اللحوم. كما دعت الجمعية في بيان رسمي لها على صفحتها "الفيس بوك"، إلى التوقف عن استهلاك بقية الأجزاء السليمة من الأضحية، ومراقبتها في المبرد إلي حين معرفة سبب التعفن. وجاء بيان الجمعية إثر الشكاوى العديدة التي تلقتها، عبر ربوع الوطن، حيث شدد البيان على عدم استهلاك لحم الأضاحي التي تغير لونها ولو جزئيا وهذا لعدم معرفتنا السبب الحقيقي لتعفنها كون نتائج التحليل النهائي للعينات لم تقدم، ولم يتم ذكر المكمل الغذائي الذي قد يكون سببا في حدوث هذا التعفن، حتى يتم تجنب تسويقه أو تنبيه الموالين إليه. وقدمت الجمعية نداء عاجلا للسلطات المعنية وعلى رأسها المصالح البيطرية لوزارة الفلاحة بضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لحماية المستهلك من خطر الإصابة بأمراض خطيرة خاصة أن العديد من العائلات قد تناولت بعضا من أجزاء لحم الأضحية. كما دعت الجمعية المواطنين في البيان الذي نشر أمس، إلى التقرب من المصالح والمخابر البيطرية التابعة للإقليم مع تقديم عينات والمطالبة بوصل تسليم، وتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية ضد البائع إن كان معروفا أو ضد مجهول في حالة العكس، وهذا ليس بغرض التعويض فقط، بل أيضا لتوجيه السلطات الأمنية لنقطة انطلاقة البحث عن الأسباب والمتسببين في هذه الحادثة. كما ذكرت الجمعية أنها كانت أول من أعطى الإنذار حول ظاهرة تعفن لحوم أضاحي عيد 2016، وخلال مدة سنة كاملة، رسمت الجمعية، بفضل مختصيها، خارطة طريق لاقتراح حلول جذرية للمشكل وقدمتها للجهات المعنية قصد الحماية الصحية، المادية والمعنوية للمستهلك في هذه المناسبة.