فتح مئات الطلبة المحتجين أمس، أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعاصمة، النار على التنظيمات الطلابية واتهموها باستفزاز الطلبة واستعمال العنف ضدهم والتواطؤ مع الإدارة، كما حمّلوها مسؤولية ما وصفوه بمحاولة تلفيق الصبغة السياسية على حركتهم الاحتجاجية التي قالوا إنها بيداغوجية بالأساس. كما هدّد هؤلاء الطلبة المنضوون تحت لواء ما يعرف بالتنسيقية الوطنية لطلبة الكليات والمدارس العليا، بنقل اعتصاماتهم إلى مقر الرئاسة في حال استمرار السلطات في تجاهل مطالبهم. صب الطلبة المحتجون جام غضبهم على التنظيمات الطلابية التي لجأت حسبهم ئإلى استعمال العنف والضرب ضد الطلبة على مستوى المعاهد والجامعات، في محاولة لكسر حركتهم الاحتجاجية. كما اتهم هؤلاء في حديثهم ل ''البلاد'' أمس، تلك التنظيمات بالتواطؤ مع الإدارة لمحاولة توريطهم في السياسة على حد تعبيرهم. وأشار في هذا الشأن طلبة من معهد اللغات من بوزريعة أن أعضاء منظمات طلابية قامت بمطالبة المحتجين على مستوى جامعة بوزيعة بوقف حركتهم وإلغاء التجمع أمام مقر الوزارة، وقد ذهب هؤلاء حسب المحتجين إلى حد الاعتداء ضربا على بعض الطالبات بعد رفض هذه الأخيرة الرضوخ لمطلب إلغاء الاحتجاج وأكد الطلبة مقابل ذلك، أن مطالبهم اجتماعية بيداغوجية ولا علاقة لها بالسياسة وردا على محاولات تسييس إضرابهم ردّد المحتجون عدة شعارات في هذا الشأن كئ''لا سياسة لا تسييس الأستاذ هو الأساس والطالب هو الرئيس''، مؤكدين أنهم لا ينتمون إلى أي جهة سياسية أو منظمة طلابية وأن مطالبهم المرفوعة بيداغوجية وخدماتية محضة. ودعا الطلبة الذين فاق عددهم الألفين طالب الإدارة إلى الكف عن استعمال المنظمات الطلابية الناشطة في الكلية ضدهم في مسعى منها لإجهاض حركتهم الاحتجاجية والابتعاد عن أساليب التهديد كتخويفهم بإقصائهم من امتحانات السداسي الأول في حال رفضهم العودة إلى مقاعد الدراسة. هذا، وقد ردد الطلبة خلال تجمع أمس الذي شهد انضمام طلبة المدرسة العليا للأساتذة للقبة إلى جانب طلبة 8 مدارس عليا بالإضافة إلى تنسيقية لجان العاصمة التي تم تشكيلها أول أمس والتي تضم كل من طلبة التنسيقية المستقلة لطلبة بوزريعة وقسم عن طلبة بومرداس والبليدة ومستغانم وغرداية والمسيلة، رددوا عدة شعارات كئ''يا بوتفليقة أفصل في الأمر فنحن قادمون إلى القصر''، وكذا ''حروابية ارحل'' و''وزارة حفارة ''و''خاوة خاوة زكارة في الوزارة'' وغيرها. هذا، وأصر الطلبة المحتجون على تمسكهم بمطالبهم، حيث شكلوا لائحة مطلبية مشتركة طالبوا خلالها بمنحهم الحق في الحصول على شهادة مزدوجة وهي مهندس دولة وماستر مع التسجيل في الدوكتراه من خلال تنظيم مسابقات بدل الترتيب حسب المعدلات وكذا تعديل القانون التوجيهي للتعليم العالي المؤرخ في 2005 الذي يدرج نظام ''أل أم دي'' كنمط تعليمي وحيد في المستقبل ضمن الجامعة الجزائرية. وأكد الطلبة المحتجون على مواصلة حركتهم الاحتجاجية وإضرابهم عن الدراسة إلى غاية تلبية جميع مطالبهم، مهدّدين بتصعيد حركتهم الاحتجاجية ونقلها إلى مقر رئاسة الجمهورية قريبا في حال بقاء الأوضاع على حالها.