م· راضية تجمهر الآلاف من طلبة مختلف المدارس العليا وجامعات الوطن صبيحة أمس، أمام مقرّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حاملين اللاّفتات التي تدين "الحفرة" المطبّقة في حقّهم وهاتفين بشعارات مثل "الوزارة حفّارة"، "حراوبية ارحل" و"الجامعة الجزائرية في خطر" إلى غيرها من الشعارات التي ترفض جملة وتفصيلا التنظيمات الطلاّبية التي يرى فيها هؤلاء أنها لا تعبّر عن انشغالاتهم بالمستوى المطلوب، مطالبين في الوقت نفسه بتأمين الجامعة من كافّة الجوانب مع الضغط على السلطات لإلغاء نظام "ال أم دي" الذي زعزع هدوء الجامعة منذ اعتماده· شهد صبيحة أمس مقرّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي توافد مجموعات كبيرة من الطلبة القادمين من مختلف الجامعات والمدارس العليا للتجمهر بها قصد إسماع انشغالاتهم إلى السلطات، وبالتالي الانصياع إلى مطالبهم البيداغوجية والأمنية التي كانت من بين أهمّ ما هتف به المعتصمون القادمون من مختلف جامعات الوطن كالبليدة، تلمسان وبومرداس، إلى جانب طلبة جامعة بوزريعة، دالي إبراهيم، القبّة، الخروبة وغيرها من المدارس العليا، حاملين شعارات تندّد ب "الحفرة" تارة والمطالبة برحيل الوزير حراوبية تارة أخرى· كما شدّد هؤلاء على ضرورة عدم تدخّل التنظيمات الطلاّبية التي وصفوها ب "المحطّمات الطلاّبية" التي لا تخدم إلاّ مصالحها حسب تعبير الطلبة الذين أبدوا غضبهم ممّن وصفوهم بالموالين لحل الأرسيدي، وهو ما نفاه هؤلاء قطعا، مشيرين إلى أن مطالبهم تخلو من كلّ الأشكال التي لها علاقة بالسياسة والدليل على ذلك المطالب والشعارات التي حملوها طيلة اليوم· وقد أكّدت إحدى ممثّلات هؤلاء الطلبة الذين سمّوا أنفسهم ب "لجنة أو منظّمة الطلبة الأحرار" أنهم هم الأجدر برفع المطالب التي يرون فيها انفراجا للجامعة الجزائرية ولا يستطيع أيّ تنظيم أن يمثّلهم أو يحمل انشغالهم بالكيفية والطريقة التي يرى فيها الطلبة أنها من أهمّ المطالب التي لابد من تطبيقها· وأشارت ذات المتحدّثة إلى أن العميد رفض استقبالهم بحجّة أنها منظّمة غير شرعية بالرغم من تحديد الأعضاء بها وإجراء عملية الانتخاب لإيجاد ممثّلين عنهم، وهو ما زاد من إشعال لهيب احتجاجهم· وقد اجتمعت كافّة المطالب حول ضرورة توفير الأمن الذي أصبح مفقودا في مختلف الجامعات، خاصّة بعد حادثة بوزريعة التي فجّرت الأوضاع، ترقية النّظام البيداغوجي، بناء جامعة لائقة بالطلبة من كافّة الجوانب، التخلّي كلّية عن نظام "ال أم دي" الذي حسب الطلبة زعزع استقرار الجامعة الجزائرية· وأكّد الطلبة في هذا السياق أن النّظام المذكور لم ينجح في أوروبا وفرنسا بالتحديد فكيف له أن يطبّق في الجزائر وهي بلد غير متطوّر وتفتقد جامعاتها إلى مختلف المؤهّلات من وسائل التكنولوجية الحديثة ومكتبات إلكترونية تسمح لها بمواكبة هذا النّظام الفاشل في الدول المتطوّرة؟ وركّز الطلبة في شعاراتهم على أنهم ضد العنف في الجامعة بكلّ أنواعه لأنها حرم وليس مكانا آخر، كما رفض الطلبة المحتجّون السياسة المطبّقة من طرف الوزارة وهو العمل بالنّظام الكلاسيكي إلى غاية تلاشيه، وهي الطريقة التي رفضها هؤلاء جملة وتفصيلا مفضّلين النّظام القديم الذي يلائم المنطق الجامعي بالجزائر، مهدّدين في الوقت ذاته بمواصلة الاحتجاجات والاضطرابات والدخول في الإضراب عن الطعام في حال عدم الاستجابة لمطالبهم في أقرب الآجال، خاصّة وأن اختبارات الفصل الأوّل قد تمّ تأجيلها بسبب الأوضاع الرّاهنة في العديد من جامعات الوطن·