يكشف الحوار الذي أجراه العقيد الليبي عمر القذافي مع صحيفة ''لوجورنال دو ديمانش'' الفرنسية، وصدر أمس، أن جنون هذا الرجل وخرجاته الكاريكاتورية تفوق كل الحدود، فبعد اجتهاده في تلميع صورته أمام العالم وإخفاء هول مجازره من خلال تلفزيون رسمي أثبت فشله في الكذب، هاهو العقيد، وقد ضيق عليه الخناق من كل جانب، يحاول جر الجزائر إلى معركته القذرة التي سقط فيها إلى غاية الآن أكثر من 3000 قتيل وآلاف أخرى من الجرحى. حيث يقول مجددا إن تنظيم ''القاعدة'' يزود الشباب الليبي بالحبوب المهلوسة وبالأموال كي يرهبوا الناس ويقتلوهم وينهبوهم، مشيرا إلى أن ما حدث في مدينة بنغازي، التي خرجت عن سيطرته هي والكثير من المدن الليبية، يدخل في هذا السياق، وأن هذه ''الخلايا النائمة'' جاءت من الجزائر والعراق وأفغانستان، وأن بعض أفرادها أطلق سراحهم من معسكر غوانتانامو الأمريكي بكوبا. وهدد العقيد الغرب بما سماه ''خطر تنظيم القاعدة'' إذا لم يقدم الدعم له، وقال مخاطبا الغربيين في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية إن زعيم القاعدة ''أسامة بن لادن على أبوابكم''، كما حذر من تدفق المهاجرين على أوروبا، واعتبر أن الثورة الشعبية التي قامت ضده في ليبيا مخطط لها، مؤكدا أن الوضع مستقر في البلاد. واستعمل القذافي في المقابلة التي جرت في خيمته بوسط العاصمة طرابلس، سياسة ''العصا والجزرة'' مع القوى الغربية، حيث دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية وأفريقية في ملابسات الاضطرابات الحاصلة في البلاد. وقال إنه يحب أن تتولى فرنسا قيادة هذه اللجنة بالنظر للمصالح الاقتصادية الهامة التي تملكها هذه الدولة في ليبيا. وحذر القذافي الأوروبيين على وجه الخصوص قائلا ''أمامكم الهجرة..سيقوم آلاف الناس بغزو أوروبا انطلاقا من ليبيا ولن يكون هناك أي شخص يوقفهم''. وركز في حواره كثيرا على تنظيم القاعدة، مؤكدا أن الوضع ''خطير جدا بالنسبة للغرب وبالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط''. وقال ''النظام الليبي بخير ومستقر، وأريد أن أفهِمكم أنه إذا هددتم استقراره سيأتيكم بن لادن''، وأضاف ''بن لادن على أبوابكم''. وفي السياق ذاته، أكد العقيد أنه يخوض حربا على ما سماه الإرهاب، وقال ''لقد ساعدنا كثيرا خلال السنوات الأخيرة في محاربة الإرهاب. ولكن لماذا لا يدعمون ليبيا عندما تكون هي الأخرى في مواجهة هذا الإرهاب؟''، مضيفا ''على الغرب أن يختار بيني وبين تنظيم القاعدة''، في إشارة إلى التهديدات الغربية المتصاعدة ضده بسبب قصفه للثوار الليبيين الذين يطالبون بتنحيه في مظاهرات واحتجاجات منذ 17 فيفري الماضي. وأوضح القذافي أن تنظيم القاعدة استفاد من الوضع الذي حصل في تونس ومصر، وأنه ''أعطى تعليماته للخلايا النائمة، مما جعلها تستيقظ في ليبيا الآن وتقوم بترهيب الليبيين ومهاجمة المعسكرات ومقرات الشرطة وتستولي على الأسلحة''. ومن جهة أخرى، جدد القذافي ما كان قد أعلنه في خطاباته السابقة من أنه لا توجد مظاهرات في ليبيا وأن الوضع فيها مستقر، وقال إن بلاده تختلف عن مصر وتونس، مؤكدا أن ''السلطة في ليبيا بيد الشعب'' وأنه ''لا يوجد رئيس حتى يستقيل أو برلمان حتى يحل أو دستور حتى يعدل''.