بدعم جوي تمكن الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي أمس، من التوغل نحو وسط مدينة الزاوية غرب ليبيا، بعد أن ظ لت تحاصرها، في وقت تعيش فيه مدينتا مصراتة الغربية وراس لانوف الشرقية حالة تأهب خوفا من هجمات جديدة للقوات الموالية للقذافي. وقال أحد ثوار ليبيا إن دبابات موالية لقوات القذافي تضيق الخناق على الميدان الرئيسي بمدينة الزاوية ''40 كلم غرب طرابلس'' الذي يسيطر عليه الثوار. مضيفا في حديث لرويترز من داخل المدينة ''يمكننا رؤية الدبابات.. الدبابات في كل مكان''. وتسببت المعارك بمدينة الزاوية في توقف عمل مصفاة للنفط بالمدينة. وقبل بدء التوغل داخل المدينة كانت القوات الموالية للقذافي تسيطر على الطريق الساحلي الرابط بين شرق الزاوية وغربها، وتفرض ''حظرا للتجول على طريقتها الخاصة'' بنشر ''قناصة استهدفوا كل من يخرج إلى الشوارع''. وكانت المدينة قد تعرضت أول أمس لقصف عشوائي من طرف الكتائب الأمنية الموالية للقذافي التي استعلمت الطائرات والدبابات التي يقود بعضها المرتزقة. كما شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب التابعة للقذافي التي استخدمت راجمات الصواريخ وقصفت الثوار بالمدفعية الثقيلة. وقد تمكن الثوار خلال المواجهات من قتل العميد حسين عبد الكبير ابن عم القذافي، وهو من مدينة سرت. وقال عدد من سكان المدينة إن القناصة الذين نُشروا على أسطح المباني العالية أطلقوا النار على المدنيين، وإن الكتائب اقتحمت بعض المنازل وقتلت ساكنيها بمن فيهم النساء. وقال الناشط السياسي عبد الجابر الزاوي إن وسط المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون من مسافات بعيدة وفق إحداثيات مضبوطة، مشيرا إلى أن قصفا أصاب مسجدا بساحة الشهداء إضافة إلى ''مسح مسجد بالكامل في منطقة أولاد عمارة''. من ناحية أخرى، تعيش مدينة مصراتة حالة تأهب، وسط مخاوف من هجوم وشيك للكتائب الموالية للعقيد القذافي. وأفاد المتحدث باسم ''شباب 17 فيفري'' في مصراتة عبد الباسط أبو مزيريق بأن سكان المدينة مستعدون لصد هجوم يبدو وشيكا من طرف عناصر لواء يقوده خميس نجل القذافي، مضيفا أن أهل المدينة قادرون على صد ذلك الهجوم المتوقع بفضل ما يمتلكه الثوار من أسلحة وجنود منشقين وشباب يجيدون حمل السلاح. وعن الأوضاع بمصراتة، وهي المدينة الأكثر سكانا في غرب ليبيا التي ليست تحت سيطرة القذافي، قال أبو مزيريق إن الأمور المعيشية جيدة لكن المدينة تشكو من نقص بالأدوية والمعدات الطبية.