تميز خطاب مسؤولي الأحزاب السياسية خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر بالمطالبة بتوسيع صلاحيات المنتخب المحلي وتكريس لامركزية القرار وكيفية تحريك عجلة التنمية المحلية قصد تلبية تطلعات المواطنين. ففي هذا الإطار، رافعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون في معظم تدخلاتها من أجل منح صلاحيات "أوسع" للمنتخبين المحليين تمكنهم من الدفاع عن حقوق المواطنين وتلبية تطلعاتهم والتصدي لسلطة الإدارة باعتبار المنتخب الأقرب إلى هموم وانشغالات الشعب. وفي هذا السياق دعا رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس إلى "تكريس اللامركزية في القرار في المجالس الشعبية المحلية"، معتبرا حل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد يتم عبر إعطاء "مزيد من الحرية في اتخاذ القرار على مستوى المجالس المحلية" في مجال تسيير شؤون المواطنين وكذا الاستجابة إلى انشغالاتهم، خصوصا فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتنموي. ودعا الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، في خرجاته عبر جهات الوطن إلى ضرورة "حماية المنتخب المحلي وتكوينه ومنحه الصلاحيات اللازمة وتمكينه من أداء دوره" من ناحية تشجيع الاستثمار المحلي وتخفيف العراقيل وتفعيل لامركزية القرار. كما رافع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى من أجل إصلاحات في المجالس المحلية المنتخبة من خلال "اللامركزية خدمة للمواطن ومصالحه"، معتبرا أنه من "الضروري تصحيح الأمور على مستوى المجالس الشعبية المحلية من أجل تحسين تسيير شؤون الجماعات المحلية". ومن أجل ذلك، شدد ذات المسؤول على أهمية الاختيار الأمثل لأعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية بشكل دقيق" لأنها تعد كما قال بمثابة "برلمان محلي"، مشيرا في هذا السياق إلى أنه ستتم مراجعة قانون البلدية والولاية لتوسيع صلاحيات المنتخب المحلي. ومن جهة أخرى، ركز المتنافسون في الانتخابات المحلية على ضرورة الاقتراع و نبذ المقاطعة التي "لا تخدمهم" مما دفع برئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي إلى دعوة الشعب "لاسترجاع سلطته الانتخابية" من خلال التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع، منبها إلى أن "مواصلة المواطنين عزوفهم عن المشاركة في العملية الانتخابية" لا تخدمه". كما دعا رئيس حركة مجتمع السلم عبد المجيد مناصرة المواطنين إلى التوجه بكثافة إلى مراكز الاقتراع لاختيار الأنسب قائلا: "إن من يقول إن الانتخابات لا تفعل شيئا فنحن نقول له إن المقاطعة أيضا لا تفعل شيئا". ودعا رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد الشعب إلى تحمل مسؤولياته من خلال ممارسة واجبه الانتخابي ب«كل موضوعية ومسؤولية" لأن القضية تهم الجميع، مشيرا إلى أن جبهة المستقبل تناضل من أجل "تغيير الذهنيات والممارسات وأساليب التسيير والحكم بعزيمة وإرادة الجميع وزرع المحبة بين كل الجزائريين ونبذ جميع أنواع العنف". أما الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، فقد أكد أن بناء الجزائر القوية يبدأ من بناء مؤسساتها القريبة من المواطن كالبلدية والولاية داعيا المواطنين للتصويت على حزبه لأنه يمثل كما قال "العمود الفقري للدولة الجزائرية". وشدد ولد عباس على أن موعد الانتخابات المحلية "سيرسم مصير الجزائر"، ليضيف أن حزبه يعد الأنسب للشعب الجزائري لكونه "الأكثر خبرة وتجربة بين الأحزاب الأخرى".