يتفق العديد من المحامين على أن قضايا الأفارقة أصبحت تغزوالمحاكم الجزائرية، فالعديد منهم يتم القبض عليهم بتهم المتاجرة بالمخدرات، أوالإخلال بالنظام العام، أوالتعدي على المواطنين والسرقة، وهي حالة ثلاثة شبان من أصل نيجيري، دخلوا الجزائر منذ 5 شهور بطريقة شرعية، مثلوا أمس أمام محكمة الشراقة، بتهمة السرقة، حيث أكدوا للقاضية أنهم سيدافعون عن أنفسهم ولا يطلبون محاميا. وقد التمس ممثل النيابة العامة ستة أشهر حبسا نافذا في حق هؤلاء الأفارقة الثلاثة، ولم تمض 10 دقائق على مرور الجلسة حتى مر موقوفون من مالي متهمون بالإخلال بالنظام العام، والقيام بتصرفات غير أخلاقية في الشارع، حيث أكدا لهيئة المحكمة أنهما تصرفا بجهل لعدم علمهما بالقوانين الجزائرية في هذا المجال. فيما مثلت فتاة وشاب من نيجريا بتهمة حيازة المخدرات ومحاولة بيعها لقصر في بلدية بضواحي زرالدة، حيث ادعوا أنها مخدرات قدمها شبان آخرون لهم، ولم تكن نيتهم المتاجرة بها. داخل محكمة الشراقة لا يمضي ربع ساعة حتى تمر مجموعة من الأفارقة، أمام قاضي الجلسة متهمين في قضايا تتعلق أغلبها بالمخدرات والسرقة، ويؤكد الكثير منهم لهيئة المحكمة أن السبب وراء قيامهم بجنحة السرقة، هي الجوع والحاجة للمال، خاصة أن اغلبهم لا يستطيع العثور على عمل يقيه حاجة السؤال، فالعديد من أرباب العمل في الجزائر يتجنبون توظيفهم، وعادة ما يدافع هؤلاء عن أنفسهم داخل قاعة المحكمة كونهم غير قادرين على دفع مصاريف المحامي، فيما يتطوع بعض المحامين من أجل استلام قضايا هؤلاء، لكن يتفق الجميع على أن قضايا الأفارقة أصبحت تشكل تقريبا ربع القضايا التي تعرض في المحاكم.