استعجل وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، اتخاذ "ردّة فعل عربية وإسلامية تتناسب مع خطورة إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اعتراف بلاده بالقدسالمحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وقراره نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إليها". وشدّد مساهل خلال مشاركته في أشغال الاجتماع الوزاري للجنة مبادرة السلام العربية والدورة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية حول الوضع في فلسطين، على "ترجمة الأقوال إلى أفعال ملموسة من شأنها ثني الإدارة الأمريكية عن قرارها الجائر بشأن المدينة المقدسة". وجدّد مساهل دعم الجزائر للشعب الفلسطيني ولحقه الثابت في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وأكد أن القرار الأمريكي يعد "مساسا بالمكانة السياسية والقانونية والتاريخية لمدينة القدس، ومخالفة صريحة للقوانين والقرارات الدولية، وخروجا عن الإجماع الدولي تجاه وضع القدس الشريف ومتطلبات السلام بشكل عام، وهو بالتالي يقوّض الدور الأمريكي كراعِ لعملية السلام". وأوضح أن "هذا القرار لا يهدّد هوية القدس العربية والإسلامية فقط، بل والمسيحية"، مشدّدة على "ارتباط المسلمين الأبدي بالمسجد الأقصى المبارك، وعلى المكانة المركزية لقضية القدس لدى الأمة الإسلامية". وشدّد مساهل على إلتزام الجزائر "بالعمل مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة هذا القرار، غير المسؤول ومساندة الجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي". من جهته، أعلن أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل مستنكر ومرفوض ولا يمكن تبريره تحت أي ذريعة. وقال أبو الغيط، خلال الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب، إن القرار الأمريكي يعتبر شرعنة للاحتلال، وإجازة فرض الأمر الواقع بالقوة، مؤكدا أنه يدفع الجامعة العربية لإعادة النظر في مسار عملية السلام. ودعا الأمين العام دول العالم أجمع، للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس ردا على القرار الأمريكي. من جهته، شدّد وزير الخارجية الفلسطينية، رياض المالكي، خلال الجلسة، على رفض القرار رفضا قاطعا، مشيرا إلى أن القرار إساءة واعتداء على القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني. واعتبر المالكي القرار يجرّد واشنطن من أهليتها في عملية السلام، مشيرا إلى أن القرار يظهر عدوانية الولاياتالمتحدة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وله توابع سياسية وأمنية خطيرة. هذا، ورأى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار إلا إذا نعم به الفلسطينيون، و«لا سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون القدس". وجدّد الصفدي التأكيد على أن "الأردن يرفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مضيفا أنه لابد من مواجهة قرار ترامب بفعل عربي مؤثر وقادر، والتحرك مع المجتمع الدولي لتأكيد بطلانه. من جانبه، أكد وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، أن القرار الأمريكي مناف للقانون الدولي، مشيرا إلى أن الإرهابيين والمتطرفين سيستغلون الوضع الحالي لجذب مؤيدين وتنفيذ هجمات. .