قال مصدر موثوق ل"البلاد" إنه تم ترحيل مساء أول أمس 38 مهاجرا غير شرعي من جنسية جزائرية الى ميناء الغزوات بتلمسان على متن رحلة بحرية أشرفت عليها السلطات الإسبانية من ميناء ألميريا الإسبانية على متن سفينة ركاب حاملة اسم "لاس بالماس دي غراندي كانريا". ويعتبر هذا الفوج الثاني من نوعه، بعد ترحيل 49 حراڤا جزائريا في رحلة جوية تمت يوم الأحد الماضي عبر مطار "بارخاس" بالعاصمة الإسبانية مدريد، الى مطار السانية الدولي بوهران، كانوا محتجزين في مركز إيواء المهاجرين غير النظاميين بمالقا في الجنوب الإسباني لمدة زادت عن 74 يوما. وأشار المصدر الى أن الفوج الجديد الذي نزل بميناء الغزوات، غادر مركز إيواء المهاجرين السريين بمورسيا جنوباسبانيا نحو الجزائر، بعدما قضى الحراڤة مدة 91 يوما داخل أسوار هذا السجن الجديد، الذي بضم بين جدرانه حوالي 49 بالمائة من المهاجرين المغاربة الذين أبحروا من سواحل المغرب والجزائر ووقعوا في شراك الحرس المدني الإسباني، قبل أن يتم إيداعهم في مراكز إيواء المهاجرين غير القانونيين. وظهرت علامات الفرح بادية على ملامح الجزائريين المرحلين واستقبالهم من قبل أهاليهم في أجواء غير عادية، بسبب الظروف القاسية التي عانوا منها داخل مراكز احتجاز أشبه ب«أقفاص" على حد وصف منظمة العفو الدولية، التي أدانت في تقرير لها صدر بتاريخ 12 ديسمبر من سنة 2017، الاحتجاز التمييزي للمهاجرين الجزائريين في وضعية غير قانونية دون مراعاة لأوضاعهم الصحية وحرمانهم من التواصل مع ذويهم، منددة باحتجاز قصر ونساء وشباب لأزيد من 70 يوما بمراكز تحت ذريعة سياسة التحكم في الهجرة دون التفكير في اتخاذ تدابير بديلة. وكانت شرطة الحدود البحرية بميناء الغزوات استقبلت هؤلاء المهاجرين غير النظامين وقامت بفحصهم وإخضاعهم لتحقيقات "قانونية"، لمعرفة ظروف رحلاتهم الى السواحل المتوسطية الإسبانية والطرق التي تم بها احتجازهم في اسبانيا، قبل أن يتم الإفراج عنهم وتسليمهم لعائلاتهم. وتؤكد مصادر على صلة بملف الحال، أن السلطات الإسبانية ماضية في ترحيل ما لا يقل عن 115 جزائريا بينهم 45 قاصرا على 3 دفعات اعتبارا من 14 جانفي الجاري الى غاية 11 فبراير الداخل، وكلهم قضوا محكومية تعسفية داخل أسوار مراكز الاحتجاز بمورسيا، مالقا، جزر البليار، ألميريا وليبانتي شرق إسبانيا لأكثر من 60 يوما. وكان مندوب الحكومة الإسبانية في مورسية، رافاييل غونثاليث توبار، قد حذر بتاريخ 28 ديسمبر المنقضي من موجة جديدة من المهاجرين غير الشرعيين من أصل جزائري تواجهها سواحل إقليم مورسيا وليبانتي شرق إسبانيا، مؤكدا أن المهاجرين غير النظاميين من جنسية جزائرية تجاوزا بكثير أولئك القادمين من المغرب، موضحا أن 60 في المائة من المهاجرين غير الشرعيين الذين تم إيقافهم سنة 2017 قدموا من الجزائر أغلبهم وصلوا إلى سواحل ليبانتي بشرق المملكة الإسبانية. مع العلم أن آخر عملية قامت بها وحدة بحرية تابعة للحرس المدني خلال شهر ديسمبر من عام 2017، تتعلق بإيقاف 16 مهاجرا سريا جزائريا في عرض ساحل كابو دي غاطا قرب ألميرية، بعد إبحارهم من سواحل هنين بتلمسان غرب الجزائر.