في أول عدد يبث على قناة "البلاد"..برنامج شباب Talk يغوص في عالم شباب "أونساج" يعرف موضوع "أونساج" جدلا كبيرا في الجزائر بين من يؤيد خطوة الدولة بدعم الشباب ومنحه الفرصة قصد تجسيد مشاريع تنموية وذلك من خلال منحه مبالغ مالية معتبرة، وبين من يرى في هذه الخطوة تضييعا للشباب الجزائري بمنحه أموالا من شأنها كبح مردوده في العمل خاصة إذا كان الشاب غير مؤهل لتسيير أموال ومشاريع غير قادر حتى على تسيير أبسط الأمور. برنامج "شباب Talk" سلط الضوء في أول عدد على شباب "أونساج" لإبراز الطاقات الشابة التي تمكنت من تجسيد مشاريعها بكل جدارة. كما رفع البرنامج انشغالات المستفيدين أو الذين أودعوا ملفات الاستفادة في مختلف الوكالات الولائية للمديرية العامة للوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب "أونساج". البرنامج ليس من أهدافه التطرق إلى الناحية الشرعية والحديث عما إذا كانت أموال "أونساج" حلالا أم حراما وإنما لإبراز الطاقات الشابة في الجزائر وقدرتها على تحمل مسؤولياتها. من النماذج الناجحة التي زارها البرنامج الشابة مريم عمارة 34 سنة من ولاية بومرداس استفادت من 400 مليون في إطار "أونساج" وتمكنت من تحقيق هدفها المتمثل في روضة أطفال وهي خريجة كلية الحقوق، إلا أنها تمكنت من إنشاء روضة بطاقة استيعاب 100 طفل و10 مناصب عمل وهو النشاط الذي ترى فيه مريم رسالة أكثر منها عملا كما أن الروضة تقدم خدمات تتماشى والثقافة في بلادنا كما تعلم الطفل في مقتبل عمره الآداب والأعراف والتقاليد. الضيف الثاني للعدد كان الشاب توفيق 35 سنة من ولاية تيبازة استفاد من 450 مليون في إطار "أونساج" وتمكن من تجسيد مشروع سياحي بامتياز يتمثل في تنظيم خرجات عائلية باستعمال دراجات نارية ذات الأربع عجلات "كوادر" إلى أبرز المناطق السياحية في الولاية مرورا بأجمل الغابات في المنطقة مع نصب خيام وأماكن للشواء. وهو النشاط الوحيد في الجزائر الذي يسعى إلى تنمية القطاع السياحي بطريقة مبتكرة ويحظى بزوار كثر من داخل وخارج الوطن. ضيف الحصة الثالث هو الشاب على عيدان 39 سنة من فوكا استفاد من 1 مليار سنتيم في إطار "أونساج" الآخر تمكن من النجاح بكل جدارة في مجال الصناعة بعد فتح ورشة لإنتاج الجوارب بكل أنواعها وقيمة استثماره اليوم بعد القيام بعملية التوسعة بلغ 4 ملايير سنتيم وطموحه هو الحصول على عقار صناعي ودعم جديد للدولة بغية إنشاء مصنع يصب في النشاط ذاته.
المديرة العامة للوكالة الوطنية ل"أونساج" ل"البلاد": 80 بالمائة من الشباب أعادوا أموال "أونساج" ومسح الديون غير وارد بتاتا
السيدة المديرة، بداية ما هو العدد الإجمالي للشباب الذين استفادوا من دعم وكالة "أونساج" منذ نشأتها؟ وكالة دعم وتشغيل الشباب تم إنشاؤها سنة 1997 حيث قامت بتمويل كم هائل من المشاريع في مختلف القطاعات على مستوى كل ولايات الوطن ليتصل عدد المؤسسات المصغرة المنشأة في إطار "أونساج" إلى أكثر من 370 ألف مؤسسة التي وفرت ما يقارب 900 ألف منصب شغل. ولضمان بلوغ الخدمة عملت الوكالة على فتح 51 وكالة و170 ملحقة لتقريب المؤسسة من الشباب في ربوع الوطن.
قلتم إن 370 ألف شاب استفادوا من دعم الوكالة، الآن ما هو عدد الشباب الذين أعادوا أموال "أونساج" أو الذين هم الآن في الفترة القانونية لإعادة الديون؟ الشباب المستفيدون لم يتخلفوا عن إعادة الأموال الممنوحة لهم عكس ما يروج له في أوساط المجتمع وأقوى دليل على ذلك نسبة الشباب الذين أعادوا الأموال فاقت ال 80 بالمائة وهي النسبة التي مكنت وكالة "أونساج" من بلوغ نسبة معينة من التمويل الذاتي للمشاريع. أما ال 20 بالمائة المتبقية الخاصة بالشباب هم في الحقيقة لم يتخلفوا وإنما لم يصلوا إلى فترة إعادة الأموال. أما المتخلفون عن إعادة الأموال فهم قلة ونسبتهم مجهرية.
الآن، الشباب المستفيدون من الوكالة يعانون من مشاكل جوهرية أولها التعاملات مع الممونين للعتاد الذين يتحايلون على القانون في مواضع عديدة محاولين السطو على أمول الشباب الذين استنكروا عدم وقوف الوكالات الوطنية إلى جانبهم لحل المشاكل التي يتخبطون فيها.. ما ردكم على هذا الواقع؟ في الحقيقة التعاملات بين المستفيدين من الوكالة والممونين للعتاد تعاملات تجارية محضة والشاب هو المخول الوحيد لاختيار الممون حسب راحته. مع هذا اتخذنا إجراءات من شأنها حماية المال العام أولا ثم حماية الشاب المستفيدين وذلك بصياغة عقد يبرم بين الشاب والممون تتضمن شروطا لحماية الطرفين. كما انتهجنا في السنوات الأخيرة طريقة منح 10 بالمائة من القيمة الإجمالية للمشروع يمنحها للمون لتمنح 90 بالمائة المتبقية بعد التأكد من تسليم العتاد.
هناك شكاوى من شباب "أونساج" مفادها عدم حصولهم على 20 بالمائة من مشاريع الدولة. فهل من وسيلة لضمان حصة من المشاريع لهذه الفئة من الشباب؟ هذا امتياز وضعته الدولة لإنعاش المؤسسات المصغرة. حقيقة كانت هناك مشاكل من هذا النوع إلا أنه حاليا تمت حماية هذه الحصة من خلال قوانين وتوصيات للولاة الذين باتوا يسهرون على تقديم هذه الخدمة، كما أن الوكالة تقوم بتكوين الشباب كل مرة حول كيفيات الحصول على 20 بالمائة من مشاريع الدولة في الوقت الذي تعرض فيه الوكالة ذات الكيفيات على موقعها الرسمي ويمكن للشباب الاطلاع عليها في أي وقت.
مشكل آخر يطرحه المستفيدون هو السحب المباشر للبنك الممول لكل الأموال الواردة للحساب الخاص بالمؤسسة وهي الخطوة التي قد تؤدي إلى إفلاس هذه المؤسسات بعد سحب رأسمالها؟ الأمور لا تسير بهذه الطريقة ولا يمكن للبنك سحب الأموال بطريقة غير قانونية وإنما يقوم بإعادة أمواله في الآجال المحددة لذلك فقط، كما أن المصالح البنكية تقوم بسحب القيمة الخاصة بالفترة فقط وإن تعرض أي شاب لسحب الأموال بطريقة غير هذه ما عليه سوى تقديم شكوى أو عرض القضية على وكالة "أونساج" الخاصة بولايته.
الشباب الذين لم يحالفهم الحظ النجاح في مشاريعهم بعد الاستفادة من أموال "أونساج"، منهم من هو مستعد لإعادة العتاد هل من طريقة لذلك؟ نعم، هناك حل لكن ليس بهذه الطريقة، المؤسسات التي لم تتمكن من الاستمرار في مواصلة النشاط خصص لها صندوق الضمان الذي من شأنه دفع 70 بالمائة من الديون للبنك في الوقت الذي يقوم هذا الأخير ببيع العتاد الذي يعيده الشاب عن طريق المزاد العلني، وأول خطوة يقوم بها الشاب الذي لم يتمكن من مواصلة النشاط هي التوجه لوكالة "أونساج" التي تقوم بالإجراءات الضرورية.
أهم سؤال خاص بالشباب الناجحين الذين جسدوا مشاريعهم بكل جدارة هم الآن في مستوى يسمح لهم بتوسيع المشروع إلا أنهم وجدوا صعوبات كبيرة جدا في الحصول على العقار الصناعي وكونهم شبابا فهم غير قادرين على مجابهة كبار المستثمرين في الحصول على العقار. لماذا لا تكونون وسيطا بينهم وبين الولاة الذين لا يعطون أهمية لهذه الفئة؟ الدولة اتخذت إجراءات خاصة لإنشاء مناطق صناعية خاصة بهذه الفئة خاصة أن الحكومة أصدرت قرارا في الآونة الأخيرة لإنشاء أوعية خاصة بالمستفيدين من دعم مؤسسات الدولة وأي شاب يريد الحصول على العقار ما عليه إلا التوجه نحو وكالة "أونساج" أو مقر ولايته للحصول على قطعة أرض في إطار الاستثمار وذلك وفقا لما يقتضيه القانون.
سؤال أخير، هناك عدد من الشباب ينتظرون إعفاء من الديون العالقة عليهم والمسلمة لهم في إطار "أونساج" هل توجد نسبة ولو صغيرة لمسح هذه الديون؟ أولا، لا مسح لديون "أونساج" الممنوحة من طرف البنك وإنما يوجد فقط مسح لغرامات التأخير مع إعادة جدولة الديون والأجل مفتوح لإيداع الطلبات لغاية 31 جوان 2018. أما بالنسبة للأموال الممنوحة من طرف الوكالة فمعالجة القضايا تكون بطرق ودية حالة بحالة بعد دراسة الوضع المالي للمؤسسة مع مراعاة مواصلة المؤسسة للنشاط. وأذكر أن مسح ديون "أونساج" قضية غير واردة تماما.
كلمة أخيرة... أقول للشباب الجزائري إن كل وكالات "أونساج" الموزعة عبر الوطن وحتى مصالح الوكالة الوطنية على المستوى المركزي مستعدة لاستقبال انشغالات الشباب ومعالجتها حالة بحالة وهدفنا هو نجاح هذه الفئة ومشاركتها في بناء الاقتصاد الوطني.
برنامج "شباب Talk" هو برنامج شبابي يسعى لتسليط الضوء على الطاقات الشابة في الجزائر ومنحهم المجال للحديث عن آمالهم وآلامهم في ظل الظروف والمشاكل التي تواجههم في شتى المجالات، كما أن البرنامج يسعى لإبراز الإضافة الإيجابية التي تقدمها فئة الشباب بالرغم من عدم منحها مجالا يتلاءم وإنجازاتها في شتى مجالات الحياة... هدفنا هو إظهار الشاب الجزائري في صورته الإيجابية مع رفع انشغالاته إلى المسؤول.