أعلنت للتنسيقية الوطنية للمدارس العليا للأساتذة عبر الوطن، عن مواصلة الاضراب عن الدراسة إلى غاية التزام السلطات المعنية بالتوظيف المباشر لطلبة المدارس العليا بعد تكوينهم والحصول على الشهادة في مقر ولايتهم بعد شهر من استلامها. ونظم مئات الطلبة من المدرسة العليا للأساتذة بولاية قسنطينة المضربين، مسيرة طلابية حاشدة من مقر المدرسة بأعالي سطح المنصورة إلى وسط مدينة قسنطينة بمحاذاة قصر الثقافة محمد العيد ال خليفة، حيث تعالت أصوات هؤلاء بترديد عدة شعارات طالبوا من خلالها بتلبية مطالبهم. وتعد مسيرة امس الثالثة من نوعها التي ينظمها الطلبة في ظرف أسبوع، بحضور مكثف لقوات الامن دون تسجيل أية مناوشات بين الطرفين باستثناء تعطيل حركة المرور. واكد المحتجون على مواصلة إضرابهم واعتصاماتهم إلى غاية استجابة الوصاية لمطالبهم خاصة ما تعلق بالمادة 04 في العقد الموقع بين وزارة التربية الوطنية والمدارس العليا التي تقضي بتوظيف هؤلاء مباشرة بناء على العقود المبرمة بين الوصايتين وهي النقطة التي فجرت غضب الطلبة عبر مختلف الولايات وأشعلت فتيل الاحتجاج والدخول في إضراب مفتوح ومقاطعة الدراسة منذ 14 نوفمبر الماضي، حيث اكد الطلبة أن الوزارة أخلت بهذا البند وحذفته في الموسم الحالي من العقود الموقعة والمسلّمة لكل طلبة السنة الأولى في الأقسام الثمانية وملحقة المنصورة الخاصة بطلبة اللغة الفرنسية الثانوي والمتوسط وأساتذة التعليم الابتدائي، حيث إن المادة المذكورة تنص على التوظيف المباشر لطلبة المدارس العليا بعد تكوينهم والحصول على الشهادة في مقر ولايتهم بعد شهر من استلامها. واستنكر المحتجون بشدة صمت كل من وزارتي التعليم العالي والتربية الوطنية اتجاه مطلب الطلبة، خاصة وأن المادتين 56-71 في المرسوم التنفيذي 315-08 المؤرخ في 11 أكتوبر 2008 للوظيف العمومي تقر بأولوية التوظيف لخريجي المدارس العليا للأساتذة والتوظيف مباشرة وفق العقد الموقع معهم في السنة الأولى دراسة جامعي. بالمقابل قامت وزارة التربية بمنح 30 ألف منصب أستاذ للاحتياطيين في مسابقة 2016 ولا يزال العشرات من خريجي المدارسة العليا بالشرق دون مناصب شغل، إلى غاية اليوم. من جهة أخرى، كشفت التنسيقية الوطنية للمدارس العليا للأساتذة عبر الوطن، عن مواصلة الاضراب عن الدراسة إلى غاية التكفل بمطلب التوظيف المباشر مثلما يقتضه القانون. واكد ممثلون عن التنسيقية التي تضم ممثلين عن طلبة مدارس كل من القبة وبوزريعة (الجزائر العاصمة) وسطيف وسكيكدة والأغواط وبشار ووهران ومستغانم وورڤلة وبوسعادة (المسيلة)، علاوة عن قسنطينة، أنه تقرر خلال الاجتماع الذي تم عقده اول امس بالإجماع على مواصلة الإضراب عن الدراسة الذي شرع فيه منذ قرابة الثلاثة أشهر والتشبث على وجه الخصوص بمطلب حقهم في التوظيف على مستوى الولايات التي يقطنون بها. حجار: بعض مطالب الطلبة المحتجين خيالية من جهته، ذكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أنه تم تنصيب لجنة مختلطة بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية، مؤكدا أن قطاعه سيتكفل بجميع طلبات خريجي المدارس العليا للأساتذة، لكنه اعتبر أن مطلبهم المتمثل في العمل بولايات إقامتهم "خياليا". وأفاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في هذا السياق أن مبدأ التوظيف يخضع لاحتياجات قطاع التربية الوطنية.