!بالرغم من وعود الوالي المنتدب لدائرة سيدي امحمد لسكان ''ديار المحصول'' بالمدنية أو (صالومبي سابقا) المتمثلة في إعادة إحصاء السكان المفترض استفادتهم من السكن، خلال العشرين يوما المقبلة ويقدر عددهم ب 1500 عائلة، إلا أن احتجاجات الشباب والسكان التي استمرت أربعة أيام لم تتوقف، بل زادت اشتعالا خصوصا أن كل المحتجين الذين تحدثت إليهم ''البلاد'' قالوا إنهم لا يصدقون إلا الأفعال· تجمع الشباب أمس في الممر العلوي للطريق بجنب وزارة الصحة والسكان لمنع أي سيارة من العبور من الطرقات الصغيرة، في حين تجمعت عدة شاحنات لأعوان مكافحة الشغب، التي تجمعت في الساحة المحاذية لمقام الشهيد، مستعدة لأي طارئ·لا يزال الطريق المؤدية من وإلى رياض الفتح مقطوعة لحد كتابة هذه الأسطر، حيث استخدم المحتجون المتاريس والقضبان الحديدية وبعض الأدوات القديمة، فضلا عن حاوية لوضع النفايات لإيقاف مرور السيارات عبر الطريق خصوصا أنه يربط بين المدنية وديار السعادة والمرادية وحيدرة· بسبب تلك الاحتجاجات التي تحولت طيلة الأيام الأخيرة إلى ساحة صراع بين المتظاهرين وأعوان مكافحة الشغب بمنطقة المدنية، تجنب الكثير من المارة وأصحاب السيارات المرور في الطريق الجانبي لرياض الفتح ومقام الشهيد، رغم أن المكان كان يجذب المئات من العائلات في نهاية كل أسبوع، حيث تعودت الأسر اصطحاب أطفالها للعب والتنزه في المنطقة وقضاء بعض الوقت في الساحات الخضراء التي تطل على خليج الجزائر، لتصبح اليوم مكانا محظورا على الجميع إلى حين· بيوت·· أم محتشدات؟صحيح أن المثل الشعبي الذي ردده سكان ''عمارة الباهية'' و''ديار المحصول'' القائل ''ما يحس بالجمرة غير اللي كواتو'' مؤلم جدا، وفي الوقت نفسه لا يمكننا أن نغطي الشمس بالغربال كما يقال، فهم ضاقوا ذرعا بالوضع الذي يعيشونه منذ الاستقلال، خصوصا بالنسبة لتلك العائلات التي تعيش في سكن مكون من غرفة واحدة فقط، فيما أصبح المطبخ وكل مساحة شاغرة في السكن مكانا للنوم، بل اتخذ الشباب السطوح مأوى لهم، خصوصا في فصل الصيف· المهم بالنسبة لهؤلاء المحتجين الاستجابة لمطلبهم الوحيد وهو الحصول على سكن، خاصة بعدما سمعوا أن هناك ''كوطة'' جديدة لتوزيع السكنات، وتخوفهم من التلاعب بالقوائم كما سبق أن حصل في عدة مناسبات بالنسبة لسكان ''ديار الشمس'' كما قال أحدهم ·أكد بعض سكان ''ديار المحصول'' بالمدنية أنهم سئموا وضعيتهم المزرية، إذ يعيشون في شقق مكونة من غرفة واحدة مما يعني أن مختلف الأسر اتخذت كل الفراغات الموجودة في العمارة، قبوها وحتى السطح تم بناء بيوت قصديرية لتمكين الشباب من العيش فيها· النوم فوق السطوح·· لمن ينالها يقول محمد، 52 سنة، في تصريح ل''البلاد'' الذي يقطن في أحد المساكن في عمارات بديار المحصول إنه بسبب أزمة السكن لم يقبل على الزواج، وأنه قدم عدة طلبات سكن، إلا أنه لحد الآن لم يتل ردا إيجابيا، داعيا السلطات المحلية إلى أن تلتفت لأمثاله ممن فاتهم ''قطار الزواج''· وواصل محدثنا قائلا: إن فصل الصيف يعد جحيما بالنسبة للعائلات، حيث يضطر الكثيرون إلى افتراش الأرض في ساحة العمارات التي أصبحت شبيهة ب''الغيتوهات'' أو المحتشدات، وغيرهم ينامون على سطوح العمارات، فضلا عن اتخاذ البعض مواقف السيارات مكانا للنوم·من جهتها، قالت إحدى النساء إن الاحتجاجات مشروعة، فالعشرات من العائلات ضاقت ذرعا بسبب ضيق المسكن والمشاكل التي تنجم عنه، فالكثير من شباب الحي أصبحوا مدمنين على المخدرات والخمور وغيرها من الأشياء التي أصبحت تخيف الأسر جميعا·الأكيد أن المتضرر الكبير بسبب أزمة السكن الخانقة في بلدية المدنية هم سكان ''الكونفور'' و''ديار المحصول'' وسكان عمارات الباهية، حيث تردد على مسامعنا شعارات ''عيينا من العيش في مرحاض''، ''أعطونا حقنا''·ولكن رغم وعود مسؤولي دائرة سيدي محمد بإحصاء العائلات المتضررة وإسكانها في برامج سكنية جديدة، إلا أن هؤلاء المحتجين يصرون على قطع الطريق والاحتجاج إلى غاية تلبية مطالبهم بوعود كتابية وليس شفهية·