اندلعت أول أمس الاحتجاجات بالجهة الشرقية للجزائر العاصمة، حيث قام ما يفوق عن 120 شخصا من سكان حي أولاد معمر "معامرية" ببلدية هراوة بقطع الطريق الولائي رقم 121 الرابط بين الرويبة وعين طاية، منذ الساعة العاشرة صباحا لغاية الرابعة والنصف مساءا، لإرغام السلطات العمومية على التكفل بانشغالاتهم المتمثلة أساسا في إصلاح الطرق المهترأة داخل التجمع السكني، واشتكى المحتجين الذين باشروا التجمع منذ الساعات الأولى من النهار، من تعرض أبنائهم لأمراض مثل الربو وضيق التنفس بسبب الغبار، الى جانب تعرض المسنين للانزلاقات في أوحال الممرات أيام تساقط الأمطار. المحتجون والذين التقتهم "الشروق اليومي" في حدود الساعة الحادية عشر- ساعة ونصف بعد وضع المتاريس والحجارة وجذوع الشجر- اتهموا رئيس المجلس الشعبي بتسيير مشاريع البلدية ب"المحاباة"، وخلق التمييز والتفرقة بين الأحياء الثلاث أولاد معمر "المعامرية"، حي الورود وحي البرايدية، وقالوا أن الأموال التي صرفت للأخيرين تفوق كثيرا ما صرف لمعامرية، رغم أن هذا الأخير الذي به أكثر كثافة تفوق 5 آلاف نسمة، ويضم 40 محلا تجاريا، ويقطنها أصحابها "أبا عن سادس جد"، على حد تعبيرهم. من جهة ثانية، طالب سكان معامرية من رجال الدرك الوطني المكلفين بتهدئة الأوضاع بإبلاغ والي العاصمة ضرورة إيفاد لجنة تحقيق لمعاينة مشروع توصيل شبكة الصرف الصحي وكذا شبكة المياه الشروب، وطالبوا أيضا إعادة إلحاقهم إداريا لبلدية رويبة، معتبرين أن بلدية هراوة حرمتهم من حقوقهم، بقولهم"لا نريد أن نذهب ضحية تواطؤ المسؤولين، تلقينا وعود بانجاز الطريق منذ عامين والمشروع لم ير النور، أبنائنا المتمدرسين الجدد يقطعون قرابة كيلومترين على الأقدام وسط الأوحال للحاق بالمدرسة". أمام حالات الغضب وسط الشبان المتجمهرين بالطريق الولائي، على مستوى مزرعة سي بوعلام، وبعد تدفق شباب الأحياء الريفية المجاروة الذين أرادوا هم الآخرين التعبير عن سخطهم ضد التهميش الذي تفرضه السلطات المحلية على المناطق المعزولة عن التجمعات الحضرية، فضل رئيس البلدية بساعد علال الوقوف في زاوية تحت ظل شجرة رفقة رجال الدرك وأعوان الحماية المدنية بعيدا قرابة 150 مترا عن نقطة وضع المتاريس والحجارة، وبعد ما نقلت "الشروق اليومي" إليه انشغال المحتجين المتضمنة اتهامه بسوء التسيير، قال "لقد قمنا بتوصيل قنوات الصرف الصحي والمياه الشروب وإذا أراد المواطنين الطعن في عملية انجاز المشروع، فان المؤسسة التي أنجزت هي المعنية، ونؤكد أن معامرية افتكت حصة الأسد بمبلغ مقداره 5 ملايير سنتيم مقارنة ببرايدية 2 مليار وحي الورود 1.8 مليار سنتيم". وقد السكان المحتجون كل الوساطات التي أجراها رجال الدرك في الفترات الأولى، وفي آخر المطاف، قبل السكان مقترح الرائد بوڤلعة عباس بتشكيل ممثلين عنهم، حيث عين ثمانية مندوبين في حدود الساعة 16.30 مساءا وتنقل الجميع إلى الوالي المنتدب للدائرة الادارية للرويبة، وافاد ممثل عن السكان أن جواب الوالي حمل اتهاما ضمنيا لرئيس البلدية بتعطيل المشروع "الموجود في البرنامج" برفض التوقيع عليه، مؤكدا أن الاشغال ستنطلق في 15 يوما، كما وعد الوالي المنتدب بإرسال لجنة للتحقيق في المشاريع السابقة للغاز والصرف الصحي والماء، المنجزة على حد قول السكان من طرف أحد النواب البرلمانيين.. السكان قالوا في حال عدم بداية الأشغال في ظرف 15 يوما "سننزع زفت الطريق الولائي رقم 121 ونضعه في ممرات طرق معامرية". عجاج بلقاسم