أعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أمس، أن ليبيا قررت ''الوقف الفوري لإطلاق النار ولجميع الأعمال العسكرية''، مؤكدا أن بلاده ''ملتزمة بقبول قرار مجلس الأمن الدولي''، مضيفا ''ليبيا حريصة على حماية كل المدنيين وتقديم الخدمات الإنسانية لهم، واحترام حقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي واتخاذ جميع الإجراءات لسلامة الرعايا الأجانب الموجودين على أراضيها''· وأكد التزام بلاده بما ''تضمنه القرار 1973 بشأن حماية المدنيين ووحدة التراب الليبي''· وأضاف أن ''الدولة تشجع فتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف''· وفي الأثناء، كشفت مصادر فرنسية مطلعة أن أوامر صدرت لسلاح الجو الفرنسي بالتحرك في أية لحظة نحو ليبيا، بينما بدأت دول غربية أمس، حشد قواتها العسكرية بعد ساعات من إعلان مجلس الأمن التصويت على قرار فرض حظر جوي ضد العقيد الليبي معمر القذافي· وكشفت تقارير إعلامية أن الغارات الجوية ستنطلق من قواعد عسكرية في كورسيكا وصقلية، حيث توجد قاعدة للحلف الأطلسي· وتهدف الضربات إلى تعطيل قدرات الجيش الليبي واستهداف مخازن السلاح· وذكرت أن المطارات الحربية الليبية ستكون ضمن أهداف الضربات الجوية· ومن المحتمل شن حرب إلكترونية لشل حركة الطيران الليبي· واستبعد مسؤول عسكري روسي المشاركة في العملية العسكرية· وقد أغلقت ليبيا مجالها الجوي أمام أي حركة ملاحة حتى إشعار آخر، بينما أعلنت الحكومة الفرنسية أن التدخل العسكري في ليبيا سيتم في ''غضون ساعات''· فيما أكد سيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي، أن بلاده ''ليست خائفة'' بعد قرار مجلس الأمن الدولي، موضحا في حديث لشبكة ''أيه بي سي'' الأمريكية من طرابلس ''نحن في بلدنا ومع شعبنا ولسنا خائفين·· لن نخاف، ولن تساعدوا الشعب إن قصفتم ليبيا لقتل ليبيين· سوف تدمرون بلادنا· ولا أحد مسرور بذلك''·وفي السياق ذاته، طالب الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، ليبيا، بأن توقف فورا أعمال العنف ضد المدنيين وتمتثل لقرار مجلس الأمن الدولي، وقال البيت الأبيض مساء أول أمس في بيان إن أوباما اتصل بساركوزي وكاميرون، بعد اعتماد القرار الذي يفرض منطقة حظر جوي ويجيز استخدام القوة ضد ليبيا، للتنسيق بشأن إستراتيجية التعامل مع ليبيا· وأضاف أن ''القادة اتفقوا على أن على أن ليبيا يجب أن تمتثل فورا بكافة بنود القرار، وأن توقف أعمال العنف ضد السكان المدنيين في ليبيا''· كما ''اتفق القادة على تنسيق الخطوات المقبلة بصورة وثيقة ومواصلة العمل مع العرب وغيرهم من الشركاء الدوليين لضمان تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي حول ليبيا''·من ناحية أخرى، أعلنت قطر أنها ستشارك في الجهود الدولية لحماية المدنيين في ليبيا، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا يعني اشتراكها في أي عمليات عسكرية ضد قوات القذافي، بينما قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الحظر الجوي لحماية المدنيين وليس لغزو ليبيا· وفي كوبنهاغن، قالت وزيرة الخارجية الدانماركية لين أسبرسين إن الحكومة مستعدة للعمل ''بشكل سريع'' للحصول على موافقة من البرلمان من أجل تقديم مساهمة من مقاتلات ''إف.''16 وفي المقابل استبعدت روسيا المشاركة بأي عملية عسكرية ضد ليبيا