يعقد مجلس الأمن الدولي و الجامعة العربية اجتماعين طارئين يوم الثلاثاء لبحث الوضع في ليبيا التي تشهد مواجهات عنيفة راح ضحيتها عشرات القتلى و الجرحى في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المجتمع الدولي للوقف الفوري للعنف معتبرة ما يجرى في البلاد بمثابة سلسلة من انتهاكات قانون الانسانية الدولي. و سعيا لاحتواء الازمة في ليبيا قرر مجلس الامن عقد جلسة لبحث الاوضاع الراهنة وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالانهاء الفوري للعنف في البلاد . مؤكدا على انه اذا تم التأكد من شن هجمات ضد المدنيين، سيكون ذلك بمثابة سلسلة من انتهاكات قانون الانسانية الدولي. و في هذا السياق ،حذرت المفوضة العليا لحقوق الانسان فى الاممالمتحدة نافى بيلاى من ان "ما ترتكبه السلطات الليبية من هجمات منظمة ضد السكان المدنيين يمكن اعتباره جرائم ضد الانسانية" مطالبة بفتح "تحقيق دولى مستقل" حول هذه الارتكابات. وحثت السلطات الليبية على الوقف الفوري لاعمال العنف غير المشروعة التي ترتكبها ضد المتظاهرين. مضيفة "ان الوحشية التى تطلق فيها السلطات الليبية ومرتزقتها الرصاص الحى على متظاهرين سلميين غير مقبولة". وأكدت على ضرورة ان يكون المجتمع الدولى موحدا فى ادانة هكذا افعال وعليه ان يتخذ تعهدات لا لبس فيها بما يضمن احقاق العدالة لضحايا القمع وهم بالالاف. وعلى خلفية تدوال وسائل الاعلام لتقارير تفيد قيام السلطات الليبية بإطلاق النار على المتظاهرين من طائرات حربية وطائرات هليكوبتر أعرب السيد بان كي مون عن غضبه ازاء هذا الاجراء قائلا"ان مثل هذه الهجمات ضد المدنيين، اذا تأكدت،فانها تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي". وعلى صعيد متصل قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارىء في القاهرة لمجلسها على مستوى سفراء الاعضاء ال 22 في الجامعة لبحث التطورات المتفاقمة في ليبيا. وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد اعرب أمس الأثنين عن بالغ القلق إزاء الأحداث الجارية فى ليبيا. مطالبا "بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف"مشيرا الى ان"مطالب الشعوب العربية فى الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع وطرح متكامل تتشارك فيه مشاعر الأمة كلها خاصة فى هذه المرحلة المفصلية فى تاريخ العرب". وإزاء تردي الوضع في البلاد الذي يشهد موجة احتجاجات شعبية منذ سبعة ايام تطالب باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، اعربت الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامى عن إدانتها الشديدة لاستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين فى ليبيا . مؤكدة على ان "ما يجرى فى البلاد من قمع وترويع يعتبر فى الحقيقة كارثة انسانية تتنافى مع القيم الاسلامية والانسانية". و دعت المنظمة السلطات الليبية الى"الوقف الفورى لاعمال العنف واستهداف أبناء الشعب الليبى الابرياء وضرورة التعامل مع مطالبهم بالوسائل السلمية والحوار الجاد بدلا من أساليب الفتك وسفك الدماء". و في هذا الصدد اعرب الامين العام للامم المتحدة عن قلقه من تصاعد اعمال العنف في ليبيا مطالبا بوقفها باسرع وقت ممكن. وجدد دعوته الى احترام الحريات الأساسية وحقوق الانسان بما فيها حرية التجمع السلمي وحرية الاعلام. أما وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فقد طالبت الحكومة الليبية "وقف إراقة الدم غير المقبول ضد مواطنيها" داعية الحكومة الليبية إلى احترام حق مواطنيها في التظاهر والاحتجاج. و قالت ان الولاياتالمتحدة تنضم إلى سائر المجتمع الدولي في ادانة العنف في ليبيا وأنها تعمل جاهدة لإيصال هذه الرسالة بوضوح تام إلى المسؤولين الليبيين مشيرة الى ان العالم يراقب الوضع في ليبيا بانزعاج، والولاياتالمتحدة تشارك المجتمع الدولي في التنديد بشدة بالعنف في ليبيا. من جهتها ادانت إيران أعمال العنف التي يتعرض لها المتظاهرون المطالبون بإسقاط نظام الزعيم معمر القذافي في ليبيا مؤكدة على ان" العنف الممارس ضد الشعب الليبي أمر مرفوض". و في ظل تصعيد الوضع الامني تقوم العديد من الدول باجلاء رعاياها من ليبيا حيث كل من روسيا و الصين و النمسا و دول اخرى رعاياها المتواجدين في البلاد. كما قدم بعض السفراء والدبلوماسيين الليبيين استقالتهم من مناصبهم احتجاجا على ما أل اليه الوضع وما وصفوه من "استخدام مفرط للعنف ضد المتظاهرين" المطالبين منذ الأسبوع الماضي بإصلاحات سياسية وتغيير النظام سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى وفقا لمصادر مطلعة.