العواصف التي مرت، وتمر بها، الأمة العربية تقاطعت بفعل فاعل عربي مستتر، عرت ملامحه ساحة ليبيا حيث الدم والهم العربي المراق بعدما تحررت إمارة قطر من مهمة حاملات الثورات الفضائية عبر ''جزيرة'' مارست البغاء الإعلامي في أرقى صوره النفطية، لتحلق إمارة الأمير في وضح وفوسخف النهار وتكون جزءا فاعلا في مخطط ''خُلع'' بدأه أمير قطر خليفة بن حمد ضد والده ليعممه الآن على بقية العروش العربية وتصبح عاصمة ''كأس العالم'' قاعدة أمامية لأية مباراة دولية تريد أمريكا لعبها في الملاعب العربية النفطية! خطر قطر على الأمة تجاوز لعبة الإعلام الفضائي، ليمتد إلى لعبة المشاركة وتأطير وتغطية الإعدام لأي قطر عربي لم يعترف بأن إمارة قطر هي النموذج المرتضى لتحالف قوى النفط مع قوى ''العبط'' العربي، فمن اعتقدناها قد أصبحت حاضرة ديمقراطية وإعلامية لم تكن في الأساس سوى قاعدة أمريكية الانتماء والولاء. وما آل إليه وضع ليبيا وما وصلت إليه مصر وتونس من ابتذال ثوري أطمع حتى المطرب المصري المعتوه ''شعبولا'' في رئاسة أم الدنيا غني عن أي ''تقطير'' و''تنظير'' لمساهمة إمارة أو ''عمارة'' قطر المتأمركة في تنوير و''تدوير'' الشعوب وفق ما تقتضيه ضرورة المصالح الأجنبية.. كما استفاق عمرو موسى ''متعثرا'' في محاولة حفظ ماء وجهه مما اقترفته يداه بعدما وقع على قرار ''وأد'' ليبيا بحجة أقبح من ''قذافي'' مجنون، فإن الحال نفسه مع أمير قطر الذي لن يغفر له التاريخ، ولا والده المخلوع، بأنه لم يكتف بمباركة وتأطير خطة ''خلع'' الأوطان العربية، وإنما جعل من جزيرته ''قطر'' ممرا آمنا لكل احتلال لعقول الشعوب وأراضيها، فماذا يريد وإلى ما يسعى أمير ''خطر'' هذا؟!