كشف رئيس جمعية ''البيت للثقافة والفنون'' أبو بكر زمال في حديث ل''البلاد'' عن التحضير لتنظيم ندوة علمية وفكرية تتناول موضوع ''الحج عند الرحالة العرب والمسلمين''، في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية''، وذلك بالتنسيق مع المركز العربي للأدب الجغرافي الذي يرأسه الشاعر السوري نوري الجراح. وينتظر أن يشارك في الملتقى، حسب المتحدث، نخبة من الأساتذة والباحثين الجزائريين والعرب، إلى جانب مشاركين من تركيا وإيران ودول أوروبية. وأوضح زمال أن الندوة تحتفي بنصوص الرحلة من الغرب الإسلامي إلى مكة والمدينة وبيت المقدس، وإلى بعض حواضر المشرق العربي لنيل العلم والأخذ عن علماء المشرق، وكذلك السياحة في حواضر الإسلام والتعرف على دور العلم والفكر والأدب عبر قرون من النشاط العلمي والأدبي والحركة من الغرب الإسلامي في اتجاه المشرق، مضيفا أن رحالة الغرب الإسلامي من أمثال ابن جبير وابن بطوطة وابن خلدون وابن مليح وأبي سالم العياشي والعباس الدرعي، وحتى المكناسي ومن بعده رحالة فجر العصر الحديث، ''سعوا إلى التعبير عن ارتباطهم كعلماء وأدباء، وارتباط مجتمعات الغرب الإسلامي، بالديار المقدسة وبالمشرق عموما بوصفه أرض الرسالات ومهبط الوحي، وإليه تشد الرحال''. وبناء على هذا، يضيف، فإن رحلات الحج والرحلة إلى الشرق عموما، تعتبر خزائن فكر واجتماع وأدب وعلم عملت على ربط الثقافة العربية في الجزائر والغرب الإسلامي بمصادرها الروحية وبالحركة العلمية في المشارق، مما يستوجب النظر إلى ''ثقافة الرحلة'' انطلاقا من وعي يرى فيها جسرا بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم. وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس جمعية ''البيت للثقافة والفنون'' أن الندوة تهدف إلى إبراز أدبيات الرحلات بالكشف عن عدد من الكتب التي تناولت الحج، وهو الجانب الذي لم يتطرق إليه في مجال النشر بالجزائر، بالإضافة إلى تفعيل نقاش أكاديمي وعلمي وأدبي عربي متقدم في الجزائر، والكشف عن الإسهام الجزائري والمغربي الكبيرين على هذا الصعيد، وذلك من خلال العديد من المحاور من بينها ''الحواضر الجزائرية ومكانتها لدى رحالة المغرب والمشرق'' والرحلة من الغرب الإسلامي إلى مكة والمدينة'' و''حواضر مصر والشام والعراق وبيت المقدس في كتابات رحالة العرب الإسلامي''. وأكد محدثنا أنه اقترح مجموعة من الكتب لإصدارها في إطار التظاهرة من بينها ''الرحلات الحجازية'' للشاعر بن الخلوف القسنطيني و''رحلة ابن عمار الفقيه المفتي الجزائري'' و''رحلة المتنبي'' لأبي راس الناصر، و''رحلة الأمير عبد القادر ل''إتيان دينيه''، إلى جانب عناوين مختلفة. من ناحية أخرى، أوضح أبو بكر زمال أنه لم يتلقى إلى غاية الآن موافقة من وزارة الثقافة أو وزارة الشؤون الدينية لتبني الملتقى الذي سيكون، حسبه، فرصة لإثراء المكتبة الجزائرية بالعديد من الإصدارات المهمة، مضيفا أن ما حصل عليه هو موافقة السيد رئيس الجمهورية على إضفاء رعايته السامية على التظاهرة، وذلك عبر رسالة مؤرخة في الثالث أكتوبر .2010