استنكرت الجزائر محاولات الجارة المغرب المتكررة، إقحامها في قضيّة الصحراء الغربية، وذلك ردّا على الاتهامات التي وجهتها لها الرباط، بشأن دعمها لجبهة البوليساريو، ومطالبتها لها بتحمّل مسؤولياتها في هذا النزاع. وكان الملك محمد السادس، قد وجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس رسالة حول الصحراء الغربية، زعم فيها "إن الجزائر تتحمل مسؤولية صارخة، إن الجزائر هي التي تمول، والجزائر هي التي تحتضن وتساند وتقدم دعمها الدبلوماسي للبورليساريو". وسجل أنه انطلاقا من ذلك، طالب المغرب، ويطالب دوما بأن تشارك الجزائر في المسلسل السياسي، وأن تتحمل الجزائر المسؤولية الكاملة في البحث عن الحل. وفق زعمه. وجاء الرد على أعلى مستوى من الجزائر، على لسان كل من وزير الخارجية عبد القادر مساهل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة. قضية الصحراء الغربية هي قضية المغرب مع الشعب الصحراوي، وقضية المغرب مع الأممالمتحدة وقال مساهل في حوار جمعه بقناة "فرانس 24" بباريس، الثلاثاء 10 أفريل، "الآن عندما تقولون أن الجزائر تدعم الشعب الصحراوي .. لقد أجبنا بالقول أن الجزائر تدعم مبدأ تقرير المصير والحقوق الشرعية للشعب الصحراوي وهذا موقف ثابت". وردا على محاولة المغرب اقحام الجزائر في المفاوضات بينه وبين جبهة البوليساريو، صرح مساهل قائلا "عندما كانت الجزائر في حرب من أجل استقلالها فإنها حظيت واستفادت من مساندة الأشقاء المغربيين والتونسيين ومن دعمهم الدبلوماسي واللوجيستي بل وكان هناك حديث عن جيش الحدود بحيث كانت لدينا عناصر مسلحة في المغرب وفي تونس ومع ذلك لم يرد أبدا القول بأنه على المملكة المغربية أو تونس التفاوض مع فرنسا حول استقلال الجزائر". وأكد، مساهل إن "الجزائر تدعم مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، رافضا المزاعم المغربية التي تريد أن تجعل من الجزائر طرفا في صراعها مع البوليساريو، حيث شدد بأن قضية الصحراء الغربية هي قضية المغرب مع الشعب الصحراوي، وقضية المغرب مع الأممالمتحدة. وبخصوص ما يتم تداوله بخصوص مساعي مغربية للقيام بعمل عسكري في المنطقة، نفى مساهل علمه بهذا الأمر، فيما أكد على "أن يتحمل كل شخص مسؤولية كلامه وأن يتحمل كذلك مسؤولية سلامة أراضيه" موقف الجزائر مستمد من مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير ومن جانبه، قال السعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبي الوطني مساء الاثنين الماضي، إن الجزائر "ترفض كل المحاولات المغربية لإقحامها في مناورات خارج التزامها الأخلاقي والسياسي"، مجدّدا في هذا السياق، دعم الجزائر للقضية الصحراوية التي تعتبرها قضية "تصفية استعمار". وأضاف بوحجة أن "المغرب يحاول استدراج الجزائر لتكون طرفا في هذا النزاع، موضحا أن موقف الجزائر تجاه القضية الصحراوية لا يعني أنها طرف في النزاع بل مستمد من مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير". ووصف بوحجّة تصريحات المغرب حول دعم جبهة البوليساريو، بأنّها "محاولات يائسة" لن تثني الجزائر عن الدفاع ب"استماتة"، عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه وتصفية آخر قضايا الاستعمار في إفريقيا.