قبل الرئيس السوري مساء أمس، استقالة حكومة ناجي العطري وكلفه بتصريف الأعمال، وذلك بينما ينتظر أن يتوجه بشار الأسد بخطاب إلى الشعب يصفه المحللون ب''التاريخي''، كون سيتضمن ''إجراءات وإصلاحات غير مسبوقة''، في خضم الاحتجاجات التي تشهدها مختلف محافظات البلاد منذ أسبوعين. وقرأ متابعون استقالة الحكومة من زاوية ''محاولة لتهدئة الاضطرابات السياسية التي شهدتها سوريا مؤخرا وأسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى'' وفي الأثناء، خرج آلاف السوريين في العاصمة دمشق أمس، في مسيرات حاشدة تحت شعار ''الوفاء للوطن'' تأييدا للرئيس بشار الأسد. وبدأت الدعوة لمسيرات أمس، من قبل الهيئات النقابية واللجان الأهلية وفروع حزب البعث العربي الاشتراكي. من جهته، قال محللون إن هذه المسيرات ''جزء من سلوك سياسي اعتدنا عليه في سوريا ليقول إن الشعب مع الرئيس''، مشيرين إلى أن السوريين يحتاجون إلى ''إجراءات عملية تنقل البلد من حالة التوترات إلى جو صحي''. وطالب المحللون الرئيس الأسد بالتجاوب مع مطالب المتظاهرين وتبني سياسات عملية ورفع حالة الطوارئ في البلاد فعلا، وأن يفتح مجال للحريات العامة في سوريا، بالإضافة إلى تعديل الهياكل الدستورية والقانونية في البلاد''. وفي السياق ذاته، أكدت العديد من التقارير نقلا عن مصادر ''مطلعة''، أن الرئيس بشار الأسد لن يخرج في كلمة يوجهها لشعبه إلا بالإعلان عن البدء في إصلاحات فعلية والتي ربما تفتتح باستقالة الحكومة. كما من المتوقع أن تشهد سوريا في الأيام القليلة المقبلة حراكا على مستوى الإدارات والمحافظات. وفي غضون ذلك، كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه ''اتصل هاتفيا بالأسد مرات عديدة في الأيام الأخيرة ونصحه بالاستجابة إلى المطالب التي ترفع منذ سنوات من أجل الإصلاح كي تجري عملية إحلال الديمقراطية سلميا في سوريا''، مضيفا ''تركيا مهتمة بما يحصل في سوريا، ولا يمكننا أن نبقى صامتين حيال ما يجري. نحن نشاطر حدودا بطول 800 كلم مع تلك البلاد، ولدينا علاقات قرابة مع السوريين''. وأعرب عن أمله في ألا يتحول الوضع في سوريا إلى ثورة ''على غرار ما يحصل في ليبيا، ما قد يفاقم مخاوفنا''. وحول رد فعل الأسد على نصائح أردوغان، قال رئيس الحكومة التركية ''لم يرفضها، وأكد أنهم يعملون على رفع قانون الطوارئ''، موضحا أن رئيس جهاز الاستخبارات التركية ''حاقان فيدان'' توجه إلى دمشق أول أمس لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي دينيس مكونو، إن واشنطن تنتظر من الحكومة السورية احترام حقوق السوريين في الاحتجاج بصورة سلمية. ونصحت فرنسا رعاياها بعدم التوجه إلى مدينتي اللاذقية ودرعا اللتين تشهدان احتجاجات.