قد يرى البعض أن ما يحدث بين مملكة محمد السادس وأحفاد فارس هي أولى حوادث سوء التفاهم بين البلدين، لكن تاريخ العلاقات بينهما حافل بعواصف الطلاق، فلم تشهد العلاقات المغربية الإيرانية استقرارا وخضعت دائما للمتغيرات الدولية وأخرها استدعاء المغرب لسفيرها في طهران وطرد السفير الإيراني من أرض المملكة بسبب "مزاعم" بضلوع حزب الله المدعوم من طرف إيران بتدريب قوات البوليساريو في الصحراء الغربية، ولم تجد المملكة من شماعة تعلق عليها هذه الشكوك سوى سفارة إيران في الجزائر. وحتى قبل "الكذبة التي صدقها المغرب" فإنه عام 2009 في فترة الرئيس محمود أحمدي نجاد قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية كاملة مع إيران من جانب واحد بعد اتهام العاملين بالسفارة الإيرانية في الرباط بالعمل على نشر التشيع الإيراني بالمغرب، وهو ما نفته إيران ليستأنف العمل الدبلوماسي بداية عام 2015. أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر، زهير بوعمامة وصف ما حدث بالنكتة وقال "أن المغاربة كان عليهم الاجتهاد أكثر لإيجاد غطاء يمكن تمريره لتبرير قرارهم بقطع العلاقات -مرة أخرى وهم أحرار في ذلك- مع طهران، أما دوافع القرار الحقيقية فالجميع يعرفها ولا حاجة الى ذكرها الآن ربما كانت البوليزاريو في حاجة الى موقف دبلوماسي مساند لقضية شعبها من ايران - وهذا عادي وطبيعي جدا- ولكن قصة تدريب كومندوس صحراوي من قبل عناصر حزب الله بتنسيق في السفارة الايرانيةبالجزائر هي نكتة حقيقية لا يصدقها حتى من أطلقها، ذلك أن البوليزاريو لا تحتاج الى هكذا نوع من الدعم فهي مكتفية في هذا الشأن منذ عقود، كما أن الجزائر ليست 'ساحة مستباحة' -كما الآخرين- حتى تسمح بأن يتم هذا النوع من التصرفات على أرضها وهي تعرف تماما ما يجب فعله في هكذا حالات".