مختصون: السياحة البديل الإستراتيجي للنفط اجتمعت اليوم، كلمة وزراء في قطاعات متعددة، على غرار السياحة والاتصال والثقافة، أن البديل الإستراتيجي للنفط مستقبلا هو "التنمية السياحية المحلية "، خاصة في ظل الإمكانيات الهائلة التي تزخر بها الجزائر، سواء من حيث الموقع الإستراتيجي أو الإرث الحضاري، مؤكدين أن إزالة العراقيل التي تحيط بالقطاع، والتنسيق بين مختلف الميادين والترويج لصورة البلاد خارجيا، سيأتي بالثمار، ويساهم في إنعاش الخزينة العمومية بإدخال العملة الصعبة بدل إخراجها. وفي هذا الصدد، أفاد اليوم، وزير السياحة والصناعات التقليدية، عبد القادر بن مسعود، أن العمل جارٍ بتوجيهات وتعليمات الرئيس، في إطار المخطط التوجيهي لتنمية السياحة إلى غاية 2030، وجعلها البديل الذي يثري الاقتصاد الوطني. وأعلن الوزير، أن مصالحه تعمل على تسهيل عملية دخول السياح للجزائر عبر تمكينهم من تسهيلات في الحصول على التأشيرة. بالمقابل، طالب بن مسعود، بتحسين النقل الجوي الذي يؤثر بشكل مباشر في قطاعه. وقال وزير السياحة اليوم، خلال يوم برلماني حول السياحة، بمقر المجلس الشعبي الوطني، الذي حمل شعار "السياحة في الجزائر .. البديل الواعد"، إن الرهان الذي ترفعه الجزائر يكمن في بعث السياحة والصناعة التقليدية وجعلها رافدا حقيقيا للاقتصاد الوطني. وأوضح المتحدث، أن السياحة الصحراوية محل أولوية بالنسبة لقطاعه، لأنها لا تتطلب إمكانيات كبيرة ولا فنادق سياحية، وإنما تعتمد على جمال مناظرها الخلابة وخبرة المسؤولين عليها. وأكد بن مسعود، أن الإستراتيجية التي تعتمد عليها الجزائر للنهوض بالقطاع، تم المصادقة عليها في مجلس الوزراء سنة 2008، والمسطرة لآفاق2030، عن طريق مخطط توجيهي لكل ولاية عبر 48 مخططا، يتمحور حول خمس آليات عن طريق الترويج للوجهات السياحية، ورفع مستوى الخدمات، وتشجيع الاستثمار، بالإضافة إلى التنسيق الحكومي لإرجاع البلاد لمكانتها السياحية، بإشراك كل مهنيي القطاع. وأكد بن مسعود، أن تعليمات الحكومة واضحة من خلال تشيكل ورقة طريق وإدخال تكنولوجيات الاتصال لتسهيل التعاملات في مجال السياحة والصناعات التقليدية. من جهته، دعا وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، خلال اليوم البرلماني حول السياحة، بضرورة وضع المادة الثقافية كالمواقع الأثرية والدينية والمناسبات والمواسم كمنتوج اقتصادي يساهم في جذب السياح من داخل و خارج البلاد، مؤكدا أن ما تحويه البلاد يمكنها من منافسة كبرى البلدان من حيث السياحة. 60 مؤسسة فندقية جديدة في الخدمة بطاقة استيعاب 5 آلاف سرير كشف وزير السياحة والصناعات التقليدية، "أن اللجنة الوزارية تعمل بالتنسيق مع الولاة، سيما على مستوى الولايات الساحلية، بالتحضير لموسم الاصطياف، مشيرا إلى أن 60 مؤسسة فندقية جديدة ستدخل الخدمة بطاقة استيعاب تقدر ب 5 آلاف سرير، بينما انتهت إعادة تأهيل عديد الهياكل الفندقية لوضعها تحت تصرف المصطافين والسياح. وأرجع الوزير سبب غلاء الأسعار بالهياكل السياحية بالجزائر، سيما على مستوى الفنادق، أنها تخضع لقانون العرض والطلب، غير أن هذا لا يمنع وزارة السياحة من التدخل لضبط الأسعار وإلزام الفنادق بإطلاق عروض ترويجية وتخفيضات خلال مواسم العطل والأعياد والمناسبات لتمكين المواطن متوسط الدخل من الاستفادة من خدمات فنادق 3 نجوم و4 نجوم، على غرار فنادق الدولة التي تصل فيها نسبة التخفيضات إلى50 بالمائة خارج الموسم وذروة الطلب. وقيّم وزير السياحة موسم السياحة الصحراوية، أنه ناجح مقارنة بالسنوات الماضية، حيث شهدت المناطق السياحية الصحراوية توافدا معتبرا للسياح الأجانب الذين اقتنعوا بأن الجزائر آمنة، زيادة على حفاوة الاستقبال من قبل سكان الجنوب أو الوكالات السياحية ونوعية الخدمات التي تقدمها. خبير في السياحة: "هكذا ننهض بالسياحة في الجزائر" أكد الخبير السياحي، ومستشار في المجلس الوطني الاقتصادي، أن المشكل الأكبر الذي يعرقل قطاع السياحة هو الصورة الأمنية التي تروج ل«البلاد" من الداخل أو من الخارج، بالإضافة إلى مشكل منح "الفيزا"، ومشكل تكاليف النقل، ونقص الترويج للسياحة عبر شاشات تلفزيونية أجنبية، مفيدا أنه علينا أن نرفع التحدي ونضع خطوات مثلما هو عليه عالميا، سواء في منح التأشيرات أو من خلال إعطاء الثقة للوكالات الخاصة حتى تساهم في الترويج الأحسن للسياحة الجزائرية، سواء الصحراوية أو الساحلية. غلق المسالك نحو"الطاسلي" والأهقار" مشكل يعرقل السياحة الصحراوية عرض اليوم، ممثلو الوكالات السياحية بالجنوب، أهم مشاكلهم، منها غلق المسالك السياحية خاصة نحو "الأهقار" و«الطاسيلي" اللذين يعتبران من أهم المعالم السياحية في الجنوب، لجذبها عدد كبير من السياح. وأكد ممثل الوكالات السياحية بتمنراست، حمداوي أحمد، "أنه منذ سنة 2010، إلى يومنا هذا، توقفت عجلة السياحة بالمنطقة لنقص توافد السياح الأجانب الى الصحراء، مؤكدا أن 90 بالمئة من السياح الأجانب الذين كانوا يقصدون تمنراست توقف تدفقهم، مشيرا إلى أن أغلب الوكالات السياحية تعاني في صمت، ما أجبر معظمها على تغيير النشاط وإحالة معظم الشباب نحو البطالة، داعيا الحكومة والوزارة الوصية إلى إعادة فتح المسالك السياحية بالجنوب لما لها من أهمية في جذب السياح، وبالتالي إدخال العملة الصعبة.