تمكنت عناصر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لولاية وهران، من الإطاحة بشبكة مختصة في تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل الغربية للولاية نحو سواحل شبه الجزيرة الايبيرية. وحسب مصادر رسمية، فإنه تم وضع اليد على خمسة شبان تتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاما، على خلفية الاشتباه بوقوفهم خلف عديد عمليات الابحار السري انطلاقا من شواطئ عين الترك، بومو، الاندلسيات، وكانوا وراء رحلة سرية مشكلة من 10 شبان بتاريخ 22 أبريل الماضي من شاطئ بوسفر الصخري، انتهت بفقدان خمسة منهم لا يزالون في عداد المفقودين. فيما تم انقاذ خمسة شبان آخرين من موت محقق من قبل الوحدة العائمة 303 لقوات خفر السواحل للمحطة البحرية للمرسى الكبير، حسبما أشار إليه المصدر نفسه. وتلفت المصادر التي أوردت الخبر، إلى أن الشبكة المفككة التي تشتغل في مجال تسفير الشبان نحو المياه الاقليمية الاسبانية، منذ 14 شهرا، وفق تقديرات أمنية، مشكلة من شبان ينحدرون من ولايتي وهران ومستغانم، ويتعلق الأمر ب "م. ن« 33 سنة، وهو العقل المدبر لتنظيم الرحلات السرية، "ش. ي« 29 سنة "ع ج« 25 سنة، "م. ع« 30 سنة و«ك. أ. ك« 32 سنة، جرى توقيفهم بعد ترصد دقيق نتيجة عمل استعلاماتي دقيق أثمر عن تحديد هوياتهم وتوقيفهم داخل ورشة سرية بالقرب من شاطئ "الرأس الأبيض" بمدينة عين الترك، تعتبر نقطة هامة في استقبال "الحراڤة" وتزويدهم بمعدات الهجرة غير الشرعية، وأسفرت العملية الأمنية عن ضبط زورقين مطاطين ومحركين بحريين بحوزة أفراد العصابة، وبينت الأبحاث ذاتها في هذا الصدد، أن الشبكة كانت تستعد لتسفير مجموعة مكونة من 18 شابا ينحدرون من مختلف ولايات غرب الوطن في الأيام الأخيرة من شهر الصيام انطلاقا من شاطئ "بوموبلاج" الرملي نحو ساحل قرطاجنة بمدينة مورسيا جنوب التراب الاسباني. وأبرز التحقيق المستمر مع الشبكة أن هذه الاخيرة تقوم باستغلال الظروف المعيشية للبطالين من كلا الجنسين لتشجيعهم على الهجرة غير الشرعية مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 12 و14 مليون سنتيم. وكشفت التحقيقات الأولية، أن العصابة المفككة كانت خلف هجرة 6 مهاجرين أفارقة من جنسية مالية في شهر جانفي من السنة الجارية وتم اعتراض رحلاتهم قبالة بحر البوران، هذا الأخير تتقاسم السلطات الاسبانية والمغربية السيطرة عليه، حسب اعترافات أحدهم "م. ع« 30 سنة، وتأكد أن الرعايا الافارقة تاهوا في عرض البحر بسبب الظروف المناخية التي طبعت رحلتهم السرية انطلاقا من شاطئ "كاب فالكون" بعين الترك، ما يؤكد احترافية الشبكة وأقدميتها في هذا الميدان الاجرامي. وتشير المعلومات إلى أن التحقيقات تظل مستمرة مع المتهمين الموقوفين بنية التوصل إلى شركاء آخرين يشتغلون مع الشبكة في سواحل اخرى بولايتي عين تموشنت ومستغانم، لا يستبعد وقوفهم خلف رحلات سرية اخرى، لا سيما تسفير الرعايا الأفارقة مقابل أموال العملة الصعبة. وتأتي هذه العملية الهامة بعد ايام قلائل من زيارة وفد أمني هام عن القيادة العامة للدرك الوطني، حيث تم وضع آليات امنية استعجالية لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية من سواحل غرب الوطن لاسيما مع بروز بوادر ارتفاع نسقها في قادم الأيام، وقالت مصادر "البلاد" إنه جرى اتخاذ ترتيبات أمنية خاصة كتكثيف التحريات والتحقيقات الأمنية والمراقبة الدورية للنقاط البحرية المشتبه بتردد الحراڤة عليها وتكثيف الرقابة أيضا على محلات بيع العتاد المستعمل في صنع السفن وإجراءات أخرى قيد التنفيذ. مع العلم أن هذه الشبكة تعتبر العاشرة من نوعها التي فككتها مصالح درك وهران في ظرف يقل عن 6 أشهر بالاضافة إلى حجز ما يقارب 14 زورقا مطاطيا ومحركات من نوع ياماها وأكثر من 40 صفيحة وقود.