نفس الكيفية، ونفس السقوط، ونفس السيناريو، ضربة ثابتة في الدقيقة الأخيرة، وضربة رأس، تتحول لهدف، كان ذلك هو القاسم المشترك لمباريات ثلاثة من أصل أربعة منتخبات عربية في منافسات كأس العالم، روسيا 2018، لتخسر منتخبات مصر والمغرب وتونس، الجولة الأولى لها في مونديال روسيا. منتخب مصر كان السباق في هذا السيناريو، بعدما قدم مباراة كبيرة أمام أوروجواي، بعد انتظار طويل للعودة إلى المونديال، بعد آخر مشاركة للفراعنة والتي كانت في كأس العالم 1990 والتي أقيمت في إيطاليا. المنتخب المصري وفي غياب نجمه الأول محمد صلاح بداعي الإصابة، تمكن من السيطرة على الثنائي الهجومي لمنتخب أوروغواي، لويس سواريز وإيدنسون كافاني، وسد كافة الطرق إلى مرماه، حتى تحصل منتخب أوروجواي على ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 89، لعبت عرضية، وحولها خوسيه ماريا خيمينيز لهدف بضربة رأس في شباك محمد الشناوي، الذي تألق بشكل كبير خلال المباراة، ليخسر المنتخب المصري مباراته الأولى في المونديال. منتخب المغرب هو الآخر قدم أداء مميز أمام منتخب إيران، في المباراة التي أقيمت لحساب المجموعة الثانية، وسيطر المنتخب المغربي بشكل كبير على الشوط الأول أمام إيران، وهدد مرماه في أكثر من مناسبة وفرصة خطيرة، قبل أن يحتسب حكم اللقاء ضربة حرة مباشرة ضد أسود الأطلس في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع للشوط الثاني، لتسكن شباك المنتخب المغربي عبر لاعبه عزيز بوحدوز. وسقط منتخب تونس أمام منتخب إنجلترا بهدفين مقابل هدف، لكن سيناريو الخسارة التونسية جاء مطابقًا لخسارة شقيقيه المصري والمغربي، بعد تعادل حتى الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، ليحصل منتخب إنجلترا على ركلة ركنية، حولها هاري كين برأسية في مرمى نسور قرطاج. المنتخب السعودي هو الآخر تلقى هدفًا من ضربة حرة في الدقائق الأخيرة أمام روسيا في مباراة الافتتاح، لكن الأخضر كان متأخرًا في النتيجة، بأربعة أهداف دون رد، ليأتي هدف الروسي جولوفين من ضربة حرة مباشرة، في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، ليصبح الخامس في شباك عبد الله المعيوف الحارس السعودي. السذاجة الدفاعية العربية ظهرت جلية في المباريات الثلاث، سوء تمركز في العرضيات، وعدم فرض رقابة بصورة لصيقة على لاعبين يمتازون بإجادة ضربات الرأس، مما سمح لثلاث هزائم عربية في مونديال روسيا، وهو ما يبدو أنه داء تتفرد به المنتخبات العربية، ولا تستطيع الشفاء منه. المنتخبات العربية لا زال أمامها فرصة للتعويض في كأس العالم، لكن عليهم أولًا تدارك الأخطاء، ودراستها، والعمل على تلافيها، من أجل محاولة تحقيق الفوز الأول لهم في النسخة الحادية والعشرين من كأس العالم