عرف الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009 تجمعات شعبية مكثفة أغلبها نظمها مرشحو الرئاسات، إلا أنها تمركزت في أماكن محددة بعاصمة الولاية وبلدية بودواو، والمناطق الشرقية للولاية. ففي بداية الأسبوع الأول نشط يوم الأحد الماضي الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم تجمعا، وطالب من بودواو أحزاب المعارضة بفتح نقاش ديمقراطي حول التوجه الذي يعمل على مقاطعة الانتخابات مع عدم الاستناد إلى أدلة مقنعة حول هذا التوجه. وفي نفس اليوم نظم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى تجمعا بخميس الخشنة الذي دعا المواطنين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع بقوة باعتباره واجبا لا بد من أدائه. تلاه تجمع آخر بعاصمة الولاية نهاية الأسبوع الماضي ليؤكد على تداعيات الوضع الأمني الذي عرف تحسنا كبيرا وهذا ما يبين أن مسار المصالحة ناجحة. أما مرشحة حزب العمال فاختارت التوغل في مناطق جنوب شرق بومرداس وبالتحديد بمدينة دلس لتسجل في ذاكرة الدلسيين أنها أول رئيس حزب يدخل المنطقة وكان مجمل حديثها أن الجزائر لم تستعد الأمن بعد وولاية بومرداس أكبر دليل على ذلك، بعد أن عرفت عدة اعتداءات إرهابية في السنوات القليلة الماضية. كما أكد على فشل سياسة الخوصصة التي أسفرت عن إغلاق مصانع بالمنطقة، مما أفضى إلى تفاقم الأزمة الأمنية وظهور ظاهرة الحرافة عند الشباب الدلسي الذي يئس من وضعه خاصة مع العزلة التي تعرفها المنطقة. أما مرشح حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي، فأكد من بودواو إلغاء الحسابات وأن يعدل الدستور ويعرضه للاستفتاء من طرف الشعب، وتطرق إلى وضع المتهمين في قضايا إرهابية الحبس لسنوات وفي الأخير يحكم عليهم بالبراءة، وعن مصير هؤلاء من بعد خروجهم. من جهة أخرى، قال مرشح الجبهة الوطنية موسى تواتي خلال التجمع الذي نظمه ببودواو إنه سيدخل في إضراب مفتوح لو لم تتم الاستجابة لمطلبه المتمثل في منحه مبلغ 4 ملايير و500 مليون سنتيم لدفعها بنفسه للمراقبين الذين سيعينهم الحزب لمراقبة صناديق الاقتراع. ليضيف في كلمات أن النظام القائم منذ الاستقلال أفضى إلى إيقاع الشعب في آفات مختلفة خاصة الشباب بداية من الإرهاب والحرفة. لماذا لم يتوقف بوتفليقة في بومرداس عند زيارته تيزي وزو؟ منذ انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 2009 والأخبار والمعلومات متضاربة وتساؤلات حول ما إذا كان المرشح بوتفليقة سيزور الولاية، وكانت تحدد تواريخ ترتقب لتنطيم تجمع ينشطه المرشح الحر لتنتهي في الأخير بأنها معلومات خاطئة ومعظم المواطنين توجهت ظنونهم إلى أن يتوقف عندهم من كانوا يرونه رئيسا لهم وليس كمترشح للرئاسيات، إلا أن آمالهم خابت ومر بوتفليقة من بومرداس إلى تيزي وزو ولم يحقق حلم أغلب المواطنين الذين كانوا ينتظرونه عسى أن يفجروا ما كابدوه لسنوات من مشاكل أثقلت كاهلهم من ويلات الزلزال والإرهاب رغم أنه قد نشطت تجمعات قادها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، والأمين العام لحزب التجمع الديمقراطي باعتبارهما مساندين للمرشح بوتفليقة.