تدخل الحملة الانتخابية اليوم أسبوعها الثاني، عاش من خلالها المرشحون في جو من التنافس و''العراك الكلامي'' حول من يقنع الناخبين ببرنامجه، حيث لم يتوقف المرشحون الستة منذ اللحظة الأولى لانطلاق الحملة في عرض ''عضلات'' برامجهم في التلفزيون، في الشارع، في التجمعات وفي كل مكان يخطر على بال بشر. وما ميز الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية حسب ما استفيد من خطابات المترشحين هو تخصيص كل واحد منهم نقطة ما يرتكز عليها، فلو أخذنا زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي اختارت لحملتها الانتخابية شعار ''السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية'' نجدها روجت كما جرت العادة لصالح الاشتراكية وعارضت كعادتها الخوصصة، كما تطرقت إلى المواضيع المختلفة خاصة ما تعلق بالشباب والأوضاع الاجتماعية التي تعاني منها أغلب الأسر الجزائرية دون نسيان ملف الحراقة، فضلا عن دفاعها عن المرأة ومكانتها السياسية، وخلال التجمعات التي قادتها زعيمة حزب العمال ظهرت حبالها الصوتية ''تعبانة'' نوعا ما من خلال ''بحة'' صوتية، نظرا للمهرجانات التي نظمتها، ويقال إن لويزة تستعين من الحين إلى الآخر بشرب العسل حتى تتسرح حبال صوتها، خاصة وأنها تدافع عن قضاياها بكل حماس وجرأة. أما المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة الذي اختار شعار حملته الانتخابية ''من أجل جزائر قوية وآمنة''، ركز عبر خرجاته على المصالحة الوطنية وتعهد أمام الجميع بالتكفل بفئة الدفاع الذاتي ''الباتريوت''، إضافة إلى تطرقه لملف الأمازيغية أين تعهد بإنشاء أكاديمية خاصة بالأمازيغية، وحسم في ملف ''الفيس'' الذي أكد أنه ملف مطوي، ومن خلال التجمعات الشعبية قال فيها الرئيس بوتفليقة لأحد الحضور في تسمسيلت أين أراد أخذ الكلمة منه بالحرف الواحد ''نهار نهاري'' في إشارة منه إلى أن الكلمة له اليوم أما الكلمة للشعب فستكون في التاسع أفريل المقبل يوم الاقتراع للإدلاء بأصوات الناخبين، وعلق الكثير من المتتبعين على كلام بوتفليقة أنه في أسعد أيامه من خلال تفوقه الواضح على المترشحين من خلال استقطاب الجماهير الغفيرة التي تعرضها يوميا وسائل الإعلام بشهادة الصورة والصوت. وفي نفس السياق وحسب شهادة الصورة والصوت دائما التي يختار المترشحون المقاطع التي تمر في التلفزة، تظهر أن المرشح حزب عهد 54 فوزي رباعين اختار المقاهي في جولته الانتخابية، حيث التقى بالطبقة ''الفقيرة'' من الشعب حسبه، التي تقصد مثل هذه الأماكن عادة لطرح انشغالاتهم على المترشحين، ومن المعروف أن أي مترشح عندما يدخل أي مقهى يدفع حساب جميع الحاضرين فيها، وتركز خطاب رباعين خلال الأسبوع الأول على التغيير وضرورة إحداثه في أعلى هرم السلطة. أما المرشح الحر محمد السعيد فقد اعترف أنه تلقى بعض الانتقادات من المواطنين تدعوه إلى رفع صوته والضرب على الطاولة مثلما يفعل جميع المترشحين، حتى تتسم تجمعاته بالحماسة والإثارة، وقال إنه لا يفعل ذلك لأن هذا الأمر ليس من شأنه أن يستقطب الجماهير وإنما كل له طريقته، بينما لوحظ عليه بعد هذا أنه بدأ بفعل ذلك، والمستقبل كفيل بالإجابة عن هذا الأمر. من جهة أخرى ذكر موسى تواتى رئيس الجبهة الجزائرية أن برنامجه الانتخابي يرتكز على كافة الشعب الجزائري وأنه ابن الزوالية ومع ''الزوالية''، إضافة إلى المواضيع الأخرى التي تطرق إليها خاصة مهاجمته سياسة استيراد اليد العاملة. لقطات الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية: بوتفليقة وحنون يتعادلان وتواتي يتفوق في عدد التجمعات أظهرت الإحصائيات التي نظم من خلالها المترشحون تجمعاتهم الانتخابية عبر ولايات الوطن تنظيم أكثر من ستين تجمعا انتخابيا عبر مختلف ولايات الوطن من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، حيث بينت إحصائيات التجمعات أن المرشح المستقل بوتفليقة نشط 10 تجمعات منذ انطلاق الحملة الانتخابية، هو وزعيمة حزب العمال لويزة حنون، فيما وصل عدد التجمعات الانتخابية لموسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية 11 تجمعا شعبيا، أما المرشح المستقل محمد السعيد فقد نظم 8 تجمعات ليأتي مرشح حركة الإصلاح الوطني بتنظيمه 7 تجمعات ليختمها فوزي رباعين بتسجيله رقم 6 تجمعات ولقاءات مع المواطنين عبر مختلف الولايات. ''ياليت أيام الحملة تدوم طوال السنة'' علق أحد المواطنين الذي كان في أحد المقاهي التي زارها أحد المرشحين للحملة الانتخابية ''ياليت أيام الحملة تدوم طوال السنة''، حيث جاء هذا التصريح على خلفية أن أحد المترشحين قام بدفع جميع المبالغ المالية على مرتادي ذسلك المقهى. ''ديسك جوكي'' يجوب الشوارع عاشت شوارع العاصمة وحتى طرقها السريعة على وقع ''ديسك جوكي'' متنقل يجوب هذه الشوارع ويروج لمرشح معين في الانتخابات الرئاسية باستعمال مكبرات أصوات التي تتغنى بأحد المرشحين، ولم تتوقف شاحنات ''الديسك جوكي'' طيلة أيام الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية. أينما وليت وجهك فثمّ مظاهر الحملة الانتخابية في الشارع من خلال ملصقات المرشحين، إضافة إلى الشاحنات التي تحمل مكبرات الصوت التي تجوب تلك الشوارع، في المساجد من خلال خطب الأئمة التي تدعو للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، في التلفزيون والإذاعة، في مداومات المترشحين، كلها مظاهر الحملة حتى علق عليها أحد الزملاء الصحفيين بالقول'' أينما وليت وجهك وجدت مظاهر الحملة الانتخابية''. ملصقات المترشحين والتمزيق ككل موعد انتخابي تشهده الجزائر لم تسلم ملصقات المترشحين الستة للوصول إلى قصر المرادية من التمزيق والخربشة عليها من قبل المواطنين، ولانعلم إذا كان هذا الأمر عادة في المواطنين وتدخل في ''عقلية'' الجزائري أم أنها تعبير عن أمور أخرى يجيبنا عنها عالم اجتماعي مستقبلا. التجمعات الشعبية تتحول إلى ''أماكن للتظلمات'' تحولت التجمعات الشعبية التي ينظمها المترشحون للرئاسيات إلى أماكن لطرح انشغالاتهم وتظلماتهم على المترشحين، وحسب ما أكده لنا المواطنون فإنه أغلبيتهم يقصدون هذه التجمعات الشعبية، خاصة تجمع المرشح عبد العزيز بوتفليقة بصفته رئيسا للجمهورية لطرح انشغالاتهم طمعا منهم في الحصول على مطالبهم. المرشحان الحران يروجان بالتكنولوجيا ومرشحو الأحزاب بالطرق الكلاسيكية المفارقة في الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة التي يخوض غمارها المرشحين المستقلين عبد العزيز بوتفليقة ومحمد السعيد اللذين يملكان مواقع الكترونية تروج لبرنامجهما الانتخابي، أما المرشحون المتبقون وهم من رؤساء الأحزاب لم يستحدثوا مواقع الكترونية لهذا الغرض وإنما اعتمدوا على وسائل الإعلام الكلاسيكية فهل هي قلة المال؟ أم الحيلة؟، أم لحاجة في نفس يعقوب؟.