سارعت العائلة الثورية للرد على نية الحكومة الفرنسية وسعيها لعودة الحركى للجزائر، عقب رد وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، على سؤال برلماني، موضحا أن الحكومة الفرنسية مجندة وتبذل جهودا منذ فترة طويلة بشأن مسألة عودة "قدماء الجزائر والحركى إلى موطنهم الأصلي"، وأضاف أن حكومته "تحتفظ في هذا الموضوع بحوار منتظم مع السلطات الجزائرية". ووصفت تنسيقية أبناء الشهداء، ورئيسها خالد بونجمة، هذا الأمر بأنه "استفزاز من طرف فرنسا للجزائريين"، وأكدت التنسيقية في بيان لها أنه لن نقبل بعودة الحركى، واستنكرت باسم الأسرة الثورية "بشدة" تصريحات جون إيف لودريان وزير خارجية فرنسا الذي تحدث عن مطلب رسمي للسماح للحركى بزيارة الجزائر، مؤكدة أن التنسيقية وكأبناء شهداء "نرفض الاستفزاز الفرنسي الجديد وندين الصمت الرسمي للسلطات الجزائرية"، موضحين بقاءهم أوفياء للشهداء "وسنبقى أوفياء لرسالة الشهداء ولن نقبل بأن يدنس الحركى أرض الوطن". كما استنكر الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، الطيب الهواري، التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان بخصوص عودة الحركى إلى الجزائر، وهو الذي وصف هذه التصريحات ب"الاستفزازات"، التي تعود للواجهة مع كل احتفال بمناسبة تاريخية متعلقة بالثورة التحريرية، معتبرا أن مثل هذه الخرجات وفي مناسبات وطنية مماثلة هدفها إثارة حفيظة الجزائريين واللعب بعواطفهم. ويرى المتحدث أن السلطات الفرنسية تسعى في كل مرة إلى استغلال هكذا ملفات لمحاولة الضغط على الطرف الجزائري، مبرزا أن الحكومة الجزائرية عبرت في عدة مناسبات عن موقفها من ملف الحركى وغيره من الملفات. وللإشارة، فقد قال وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، في رده على سؤال برلماني أن الحكومة الفرنسية مجندة وتبذل جهودا منذ فترة طويلة بشأن مسألة عودة "قدماء الجزائر والحركى" إلى موطنهم الأصلي، وأضاف أن حكومته "تحتفظ في هذا الموضوع بحوار منتظم مع السلطات الجزائرية". وأوضح وزير الخارجية الفرنسي، أن الرئيس ماكرون "لديه نفس الشعور بالضيق الذي ينتاب كل الذين اضطروا لمغادرة أرضهم"، مضيفا أن الرئيس ماكرون يعتزم القيام بخطوات للمضي في مسعى المصالحة وإصلاح الذاكرة "بشرط أن تقوم السلطات الجزائرية باتخاذ خطوات مماثلة أبرزها تمكين أولئك الذين ولدوا في الجزائر ويريدون العودة من القيام بذالك". وكان السؤال البرلماني الذي رد عليه وزير الخارجية الفرنسية يتعلق ب«الصعوبات التي تواجه الحركى وعائلاتهم في التنقل بين الجزائروفرنسا"، وقال صاحب السؤال إن "السلطات الجزائرية تمنعهم من العودة إلى الجزائر وزيارة الأرض التي ولدوا فيها ولا تزال لديهم صلات وعلاقات قرابة". ودعا النائب البرلماني الفرنسي، الخارجية إلى تقديم إيضاحات بشأن المفاوضات الجارية بشأن تعديل اتفاقية التنقل بين الجزائروفرنسا الموقعة عام 1968، وإمكانية إدراج بند ينص على تمكين الحركى من زيارة بلدهم الأصلي.