عادت ظاهرة الهجرة غير الشرعية، عن طريق البحر، إلى الواجهة مع بداية موسم الاصطياف، حيث اعترض حرس السواحل نهاية الأسبوع عدة زوارق بولايات عنابةووهران ومستغانم. وأعلنت وزارة الدفاع الوطني أمس أن حراس السواحل أحبطوا خلال عمليات متفرقة بكل من عنابةوهران ومستغانم محاولات هجرة غير شرعية ل 77 شخصا كانوا على متن قوارب تقليدية الصنع فيما تم حجز أربعة أجهزة للصيد المحظور للمرجان بالقالة. وتعلن وزارة الدفاع، بشكل شبه يومي، عن إحباط محاولات الهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل الجزائرية، وبحسب حصيلة تقريبية فقد تمكنت قوات حرس السواحل من إحباط محاولة هجرة أكثر من 400 شخص منذ بداية السنة.واعترفت وزارة الدفاع في بيانها بزيادة محاولات الحرقة نحو أوروبا، وأضافت "بهذا الصدد وبالرغم من تضاعف محاولات مغادرة التراب الوطني بطرق غير شرعية، فإن وحدات حرس السواحل لقيادة القوات البحرية تبقى يقظة ومجندة باستمرار قصد إحباط هذه المحاولات وتفكيك شبكات المهربين، وذلك، بالتنسيق مع مصالح الأمن المعنية". إلى ذلك شهادات من بعض الأحياء الشعبية لمدينة عنابة، وصول أعداد معتبرة من الشباب إلى جزيرة سردينا الإيطالية بسلامة، بدليل أن أغلبهم اتصلوا بأهاليهم لطمأنتهم، وإخطارهم بأنهم داخل مراكز العبور الإيطالية المخصصة للمهاجرين السريين. في حين تمكن القصر من مغادرة هذه المراكز طبقا للتنظيمات المعمول بها من قبل السلطات الإيطالية، ما يعزز فرص نجاحهم في مبتغاهم بتسوية وضعياتهم لاحقا، ومن ثمة الاستقرار في الخارج. وحسب المعلومات، فإن التكلفة التي تطلبها الشبكات المؤطرة لقوارب الحراڤة مقابل الوصول إلى السواحل الإيطالية، انخفضت بشكل كبير مقارنة بما كان مطبقا في السنوات الماضية، حيث أصبحت تتراوح التكلفة التي يدفعها الشباب المغامرون بأرواحهم بين ستة وسبع ملايين سنتيم فقط، بعد أن كانت تصل إلى حدود 20 مليون سنتيم سابقا، الأمر الذي فسرته بعض المصادر بمحاولة هذه الشبكات استرجاع نشاطها، من خلال تنظيم رحلات ناجحة مهما كان الثمن، تمهيدا للعودة إلى تطبيق أسعارها الطبيعية بعد أن تنجح في استقطاب الشباب الراغبين في الهجرة. ويحرص منظمو رحلات الموت على توفير بعض المعدات الضرورية التي تساعد على نجاح الرحلة، على غرار محركات إضافية يتم الاستنجاد بها في حال تعطل محرك الزورق، فضلا عن الكميات المطلوبة من البنزين، وأجهزة رصد الاتجاهات "جي بي آس"، لتفادي تضييع الوجهة المقصودة. كما أنها تنتقي بدقة النقاط التي تنطلق منها الرحلات بعد اعتماد الأسباب اللازمة لتفادي أي رقابة قد تفشل الرحلة في مهدها، حيث إن أغلب الرحلات أصبحت تنطلق من شواطئ سيدي سالم وجوانو وسرايدي وشطايبي.