تشهد سواحل ولاية عنابة هذه الأيام أكبر موجة من قوارب الهجرة لمهاجرين غير شرعيين يعتمدون على قوارب صغيرة وهشة للوصول إلى الأرخبيل السرديني وبدأت الموجة الجديدة من قوارب الهجرة مع نهاية الأسبوع الفارط ولم تتوقف لحد الآن. حيث تحاول قوارب هشة كل ليلة الوصول إلى سواحل جزيرة سردينيا الايطالية وعلى متنها عدد لا يتعدى 17 «حراقا« ومن الأسباب التي تدفع بهؤلاء الشباب إلى الاعتماد على الحرقة على متن تلك القوارب كونهم لا يمتلكون المال الكافي الذي يسمح لهم بالسفر بالطرق الشرعية نحو أوروبا حيث يجدون في مافيا تهريب البشر ضالتهم الوحيدة بدفع مبالغ مالية بالعملة الوطنية تصل إلى 8 ملايين سنتيم على كل فرد مقابل ركوب قوارب الموت. توقيف أكثر من 150 حراقا منذ مطلع الأسبوع الجاري فيوميا تحبط قوات حرس خفر السواحل عمليات هجرة غير شرعية انطلاقا من سواحل وادي بقرات وسيبوس بعنابة والبطاح بولاية الطارف نحو إيطاليا حيث تشير أخر الإحصائيات غير الرسمية إلى توقيف أكثر من 150 شاب مند مطلع الأسبوع الجاري وأخرها أمس الاثنين أين تمكن حراس السواحل من إحباط هجرة 44 «حراقا« في العشرينات من العمر كانوا على متن ثلاثة قوارب خشبية تم اعترضهم ليلا شمال شرق رأس الحمراء حيث تم تقديمهم أمام الجهات القضائية وقبلها بيوم أعلنت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها عن توقيف 108 مهاجرين غير شرعيين بسواحل ولاية عنابة كانوا بصدد الهجرة خلسة باتجاه إيطاليا حيث تم تغريمهم بمليوني سنتيم في حين يدور في وسائل شبكات التواصل الإجتماعي الحديث عن نجاح العديد من القوارب في الوصول إلى الأرخبيل السرديني بعد إفلاتها من مراقبة حراس السواحل بمساعدة مافيا تنظيم رحلات الحرقة المنتشرين في عدة مناطق بالولاية على غرار سيدي سالم وجوانو وشطايبي وغيرها وتنشط عصابات تهريب المهاجرين غير الشرعيين بداية من نهاية أفريل من كل عام بعد انتهاء فصل الشتاء واستقرار الأحوال الجوية وتستمر حتى منتصف سبتمبر المقبل إذ تعد شهور الربيع والصيف موسما للهجرة غير القانونية. حراقة يتحدثون: «نحرقوا» ونزيدوا «نحرقوا» كانت ل « أخر ساعة « عشية أمس فرصة تواجدها بمحيط مقر محكمة عنابة حيث كانت لها دردشة قصيرة مع أحد الحراقة الموقوفين من أجل معرفة الأسباب الحقيقية وراء دفعهم إلى المغامرة بحياتهم من أجل الوصول إلى جزيرة سردينيا الإيطالية على متن قوارب خشبية متهالكة. شاب يدعي اسمه «نوري «أكد بأنه «يحرق» و»يحرق» ويزيد «يحرق» رغم أنه تم توقيفه 5 مرات إلا أنه لا يزال يعاود الكرة حتى يتمكن من بلوغ الضفة الأخرى من المتوسط وقال أنه يعاني من البطالة الخانقة حيث يعاني ظروفا اجتماعية جد قاهرة دفعته هذه الأخيرة لركوب زوارق الموت وأكد أنه على الرغم من علمه بخطورة الهجرة غير الشرعية ومصير عدد من الحراقة الذين لم يظهر لهم اثر لحد الساعة إلا أنه يعاود « الحرقة» في كل فرصة . كما أشار بأن له العديد من الأصدقاء وصلوا مؤخرا إلى سردينيا على غرار صديق له يقطن بحي بوخضرة ببلدية البوني كان يعمل في شركة إنتاج الدقيق بعنابة ومع هذا «حرق» إلى إيطاليا وأخر الأخبار تتحدث عن انتقاله إلى فرنسا. والشيء الملاحظ أن بعض الشباب الحراقة الذين تم توقيفهم وتقديمهم أمام العدالة تبدوا على ملامحهم علامات شرب المهلوسات وذلك ما يتجلى من خلال طريقة حديثهم واللامبالاة التي كانوا فيها . حجز 20 برميلا من البنزين ومحرك سيزوكي بحي سيبوس علمت « آخر ساعة» أن فرقة البحث والتحري للأمن بولاية عنابة تمكنت أول أمس في حدود الساعة السادسة مساء من توقيف شاحنة بيضاء اللون بالقرب من شاطئ سيبوس جوانو سابقا حيث تم توقيف شاب يبلغ من العمر 28 سنة وأثناء تفتيش الشاحنة تم العثور على 20 برميلا من البنزين وكمية معتبرة من الزيوت ومحرك من نوع سيزوكي وبعد التحقيق مع الموقوف تبين بأن له علاقة بشبكات تنظيم رحلات الحراقة على مستوى شاطئ سيبوس ليتم إنجاز ملف قضائي في حقه قبل عرضه على الجهات القضائية لدى محكمة عنابة حيث تم توجيه له استدعاء مباشر في انتظار مثوله أمام العدالة في 29 من الشهر الجاري.