قال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي "الصعب" الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن، بالإضافة إلى "وعي" مختلف الأطراف بهذا الأمر سيكون "المرتكز" في طرح مبادرة "التوافق الوطني"، مشيرا إلى أن الوعي الذي تكون بخصوص الأوضاع الراهنة "سيكون المدخل الجديد لمخاطبة الجميع". وتحفظ عبد الرزاق مقري على ما يتم تداوله مؤخرا بكونه وجه دعوة للمؤسسة العسكرية للتدخل في الحياة السياسية، مؤكدا أنه "لا يمكن للحركة الدعوة للتدخل العسكري"، مشيرا في ذات السياق إلى أن "حمس تدعو لتمدين العمل السياسي منذ التأسيس"، وأوضح أن الحركة أطلقت مبادرة التوافق الوطني "لضمان انتقال اقتصادي سياسي آمن يكون في مصلحة الجزائر" وذلك "بعد نهاية مرحلة التوافق نصل إلى ديمقراطية كاملة"، مشدد على أنه يعتمد في ذلك على "العلوم السياسية وما يسمى بالانتقال الديمقراطي". وبخصوص حديثه عن دور الجيش، أوضح مقري خلال حلوله ضيفا على قناة "بي بي سي عربي" أن "الجيش طرف أساسي في الشأن السياسي"، موضحا "ونحن نريد أن ينتهي هذا بالتوافق وليس ضمن الصدام والصراع كما فعلت الكثير من الدول"، مستشهدا بتجارب دول مثل البرتغال، إسبانيا، المكسيك والشيلي قائلا "نحن نريد أن الجميع يشارك بما فيها المؤسسة العسكرية"، مجددا التوضيح "أنا قلت مساهمة المؤسسة العسكرية للانتقال الاقتصادي والسياسي ضمن حوار وتوافق وطني ولجنة وطنية لتنظيم الانتخابات". وفي هذا السياق نفى مقري أن يكون قد دعا المؤسسة العسكرية إلى المبادرة قائلا "الحديث عن التجارب العالمية.. الجيش ساهم.. ونحن هذا الذي نريده"، وأضاف "ولم نطلب من المؤسسة العسكرية أن تبادر.. نحن من بادر في العديد من المرات والطبقة السياسية والمجتمع المدني من بادر"، مؤكدا "نعلم أن الانتقال الديمقراطي لا يمكن أن يكون ضد الجيش ودون مساهمة كل مؤسسات الدولة". وأسار مقري الانتباه خلال شرحه مبادرة التوافق الوطني إلى ما يعتبر معطى جديدا "يجب الانتباه إليه"، ويتعلق الأمر بالإجماع على وجود "أزمة اقتصادية هيكلية كبيرة وخطيرة لن نستطيع الخروج منها بالأساليب" حسبه "لها تداعيات كبيرة وإذا غرقت السفينة فسنغرق جميعا". وذكر مقري أن حركة مجتمع السلم "عليها أن تبذل ما تستطيع"، مضيفا في هذا الشأن أن المتفحص لتجارب الانتقال الديمقراطي يجب أن يعلم أن "الأحزاب السياسية لم تكن الطرف الحاسم الوحيد"، ما نجاحها إلا "بالنظر لتطورات اقتصادية واجتماعية كبيرة ومهمة". ويرى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، "إن هناك اليوم وعيا لدى جميع الأطراف وإدراكا لدى أحزاب الموالاة ووعيا داخل المؤسسة العسكرية"، بأن البلد يتجه نحو وضع اجتماعي واقتصادي "خطير ويجب العمل معا لتجنب الانهيار"، مؤكدا "هذا هو المدخل الجديد لمخاطبة الجميع"، معتبرا أنه حتى ولو أن هناك حكومة راشدة "فلن تستطيع حل المشكل وحدها"، خاصة أنها يضيف المتحدث ستتخذ لا شك قرارات اقتصادية "أليمة" وهي بذلك "تحتاج لمشاركة الجميع".