حفاوة استقبال الجزائريين سر نجاحنا في التألق ونيل التتويجات بألعاب الشباب الإفريقية" أعرب يحيى دعبس رئيس وفد البعثة المصرية للرياضيين الشباب المشاركة في الألعاب الإفريقية للشباب في طبعتها الثالثة بالجزائر والتي ستختتم اليوم، في حواره الحصري ل«البلاد" عن سعادته الكبيرة بالنتائج التي تحصلت عليها بلاده، مشيدا بالحفاوة الكبيرة التي لقيها وفد بلاده من طرف الجزائريين، مُفندا الأكاذيب التي تحدثت عن تهديدات مصر بالانسحاب من بداية الدورة. حاوره محمد خمالي بداية نهنئكم على اعتلاء صدارة جدول ميداليات ألعاب الشباب الإفريقي بالجزائر، ما تعليقكم على ذلك؟ الحمد لله، فبالتوفيق من ربنا فإن الشباب الرياضيين لبلدنا، نجحوا في فرض وجودهم والتنافس على التتويجات مع 53 دولة إفريقية، والتفوق في بعض الألعاب وهذا الأمر ليس بالغريب علينا، باعتبار أننا حرصنا على توفير كل السبل التي من شأنها المساهمة في تشجيع الشباب المصري على ممارسة الرياضة من أجل إبعاده عن كل ما يضر بصحته. كما يشرفنا كثيرا أن نكون متواجدين بالجزائر، طالما أننا نحن من ضمن أول الوفود الواصلين إليها، لما لهذا البلد من مكانة عظيمة عندنا بمصر، وهم شعب مضياف ونرغب دوما في مشاركتهم الاحتفالات والأفراح وهذا ما تعودنا عليه بين مصر والجزائر، باعتبار أنه تجمعنا قواسم مشتركة.
أيمكن القول إن النتائج التي سجلتموها كانت منتظرة أم محض صدفة؟ النتائج كانت ثمار مجهودات وعمل قام به الأساتذة والخبراء المختصون في الميدان الذين يضعون برامج للاتحادات، ولذا يتم تنفيذ كل ما هو آت على أساس علمي وبطريقة مدروسة وليس بشكل عشوائي، وما ألعاب الشباب الإفريقية بالجزائر إلا أحد المحطات التحضيرية لألعاب الشباب بالأرجنتين وأولمبياد طوكيو 2020. وبالتالي فإن هؤلاء الشباب عندما نضعهم في الطريق الصحيح، فإننا سنحصد على الكثير من الميداليات والنتائج الإيجابية في المنافسات التي نخوضها.
إلى ماذا يعود سر تفوق الرياضة المصرية، ومواصلتها السيطرة للطبعة الثانية على التوالي بعد ألعاب الشباب الإفريقية التي جرت في دورة بوتسوانا سنة 2014؟ في طبعة بوتسوانا 2014، حصدنا بفضل الله تعالى 44 ميدالية ذهبية، فمن خلال الدراسة ووضع البرامج وتنفيذ الأساليب التطبيقية التي سبق وأن أشرت إليها من قبل، كان مُلزما علينا البروز في مختلف المنافسات التي شاركنا فيها من أجل بلوغ أولمبياد الشباب للأرجنتين. وبالحديث عن التفوق، فإنه يمكن القول بأننا متفوقون في بعض الألعاب فقط وليس كلها، باعتبار أننا نُشارك في 26 اختصاصا رياضيا فقط من ضمن ال 30 المخصصة في البطولة حاليا (تختتم المنافسة اليوم)، فمثلا نحن تفوقنا في بعض المنافسات الجماعية على غرار كرة الطائرة التي نصّبنا فيها أنفسنا أبطال، على عكس كرة السلة التي لم ننجح في ذلك، وبالتالي يمكن القول بأن تفوقنا كان جزئيا وليس كليا، ونأمل في أن يصل شبابنا إلى مرحلة الاكتمال مستقبلا، لكي نكون في أكثر جاهزية للبطولات المقبلة.
ما هي الاختصاصات الرياضية التي شهدت بروز الرياضة المصرية؟ بصراحة، هناك بعض الألعاب لم نكن نتوقع المشاركة فيها بقوة وتفاجأنا بالنتائج المُحصل عليها، على غرار ألعاب القوى التي سجلنا فيها حضورا قويا ونجحنا في حصد الميداليات وهذا يعتبر إنجازا لابأس به. أما في لعبة الجمباز فقد نجحنا في استرجاع الصدارة، كما أن النتائج التي حققناها في لعبة تنس الطائرة هي الأخرى تعتبر أفضل من المسجلة في الدورة السابقة، ناهيك عن لعبة الكانوي والتي استطاعت العودة إلى مكانتها الطبيعية في نيل التتويجات مرة أخرى. كما أن لعبة الشراع هي الأخرى سجلت نتائج أفضل وكانت مفاجأة لنا، لأننا في مصر نُمارسها كهواية فقط، كما أن لعبة "الهوشو" الحديثة، هي من ضمن الرياضات التي استطعنا التألق فيها أيضا بالرغم من مشاركتنا فيها لأول مرة، حيث تمكنا من نيل 13 ميدالية وهو إنجاز نفخر به.
مصر كانت ممثلة في 26 اختصاصا رياضيا من ضمن ال 30، ما هي الرياضات التي لم تسجل حضورها، ولماذا؟ هناك بعض الألعاب يمكن القول إننا مبتدئون فيها ولا نُمارسها باحترافية، وهي السبب الذي منعنا من تسجيلها ضمن هذه البطولة حتى لا تُشكل عبئا علينا، على غرار لعبة "الريغبي" و«الهوكي".
تألق الشباب المصري في ألعاب الجزائر، دليل على أن مستقبلا زاهرا ينتظر الرياضة المصرية، خصوصا في ألعاب الشباب بالأرجنتين، ما هي الأهداف التي تصبون إلى تحقيقها هناك؟ نحن نسعى للظفر بأكبر قدر ممكن من الميداليات هناك، أي أكثر مما حققناه في بطولة نانجينغ بالصين. لذا فإن ألعاب الشباب بالجزائر هي إعداد موفق لنا للبطولات القادمة، باعتبار أن الجزائر منافس قوي، لذا لم نُفوت الفرصة لعقد إتفاقات توأمة بين بلدينا في بعض المنافسات على غرار ألعاب الشراع، حيث قمنا بشراكة كاملة، ونفس الأمر مع إتحادية ألعاب القوى، حتى يتسنى للشباب العربي الارتقاء وتحقيق نتائج إيجابية في الاستحقاقات المقبلة.
لو طلبنا رأيكم فيما يخص تقييمكم لدورة الجزائر، فماذا ستقولون؟ باسمي وباسم اللجنة الأولمبي المصرية والشباب المصري عامة، فإننا نُحيي الجزائر على المجهود الطيب الذي بذلوه من أجل إنجاح الدورة، وعلى الحفاوة الكبيرة والترحاب الذي وجدناه، وهو السر الحقيقي الذي أدى بنا إلى التألق وتحقيق هذه النتائج الجيّدة، فلولا هذه الجهود التي قام بها أشقائنا الجزائريون من المشرفين من أجل تسهيل مهمتنا، فلولا الجزائر التي منحتنا لما نحن أخذنا شيئا. وأريد أن أضيف شيئا، وأقول لك أنا في منتهى السعادة لما وجدناه بالجزائر، لأننا لم نُصادف صعوبات خلال تواجدنا هنا، فإن أردت سؤال أحد غيري عن العوائق التي صادفتهم فيمكنك ذلك، إلا أنا فإنني أقول عكس ذلك، فشبابنا حصلوا على البطولة نتيجة لتعاونكم وإخلاصكم، لقد منحتمونا أكثر مما ينبغي وأنتم مشكورين على ذلك. تحدثت بعض الأخبار، عن تهديدكم بالانسحاب في بداية الدورة احتجاجا على ظروف الإقامة التي لم تعجبكم؟ ما هو ردكم؟ هذا كلام شر لا يُقال، فأنا اللواء يحيى عبد المحسن دعبس، رئيس البعثة المصرية وممثل مصر، لم يحدث ولم يتطرق أحد لا من قريب ولا من بعيد من البعثة المصرية لهذا التهديد، فهذه الأخبار الكاذبة تحمل إساءة لنا نحن والجزائر، لا يمكننا نكران جميل الجزائريين، فنحن وجدنا كافة الترحيب والكرم الذي هو من شيم الجزائريين وليس بالغريب عنهم، لقد وفروا لنا كل التسهيلات بمجرد وصولنا أرض الجزائر وذلك قبل 10 أيام من انطلاقة الدورة، فهذا الأمر لم يحدث ولن يحدث أن صرحنا بهذا الكلام، وأرجو أن تسحب هذا السؤال، لأن من يقول هذا الكلام يهدف إلى غرس العداوة بين الشعبين الشقيقين.
كلمة أخيرة للشعب الجزائري! الجزائريون هم شعب مُحب وكريم وأحرار، وهو القاسم الذي يجمعنا معهم في مصر، الجزائر بلد له كل الاحترام، فمنه تعلمت إفريقيا التحرر من الاستعمار، لذا فنتمنى مداومة اللقاءات بيننا وتجدد التعاون بين الشعبين الشقيقين والرياضيين الشباب.